ما هي العلاقة بين التعليم الدنيوي والتعليم الإنجيلي؟
يُشبِّه القديس العلاقة أو الفارق بين هذين التعليمين بحالة الشجرة المثمرة: إنَّ الوظيفة الأساسية للشجرة هي الإثمار في أوانها، لكن هذا الإثمار لا يتعارض مع وجود الأوراق بل بالعكس فإنَّ الأوراق تُزيِّن الشجرة وتحمي الثمرة وهكذا لا يمكننا القول أنْ لا فائدة للأوراق في وجود الثمر. وهكذا الأمر بالنسبة إلى التعليم الدنيوي والتعليم الإنجيلي، فإن الهدف الأساسي هو التعليم الإنجيلي وهو التعليم الحق، لكن التعليم الدنيوي أو علوم العصر وثقافته لها أهميتها أيضاً.
إنَّ موسى النبي لمّا تعلَّم حكمة المصريين، ودرّبَ عقله بهذه الحكمة صار قادراً أن يعاين الله وينتقل إلى حكمة أسمى كما يقول سفر أعمال الرسل:" تهذّب موسى بكل حكمة المصريين وكان مقتدراً في الأقوال والأعمال "(22:7. وهكذا دانيال تعلم حكمة الكلدانيين فصار أهلاً لفهم الكلمة الإلهية (دا 3:1-6).
إذاً في رأي القديس لا تعارض بين العلم والدين فكلاهما معرفة، ولكن يجب أن تكون غاية العلم الوصول إلى معرفة الله وإلى إدراك شيء من الحكمة الإلهية.
بعد هذه النصيحة يُعبِّر القديس بوضوح قائلاً: "ربما هو مثبت بشكل كافٍ أن المعرفة الوثنية ليست غير مجدية للنفس " لكنه للحال ينتقل القديس ليجيب على تساؤلين هما:
إلى أي مدى يمكن للمسيحي الخوض في مجال هذه الكتابات؟
كيف يمكن للمسيحي أن يقرأ كتابات غير مسيحية كتدريب لفهم أعمق للمسيحية؟
يُقدّم القديس باسيليوس نماذج وهي بالنسبة إلى عصره كانت العلوم الأكثر شيوعاً وتطوراً وهي الشعر والمسرح والخطابة والتأريخ والفلسفة.