عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 08 - 2014, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,223

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: نصائح القديس باسيليوس إلى الشباب

ثالثا ً- المواضيع التي تناقشها الرسالة

1- الحياة الأفضل:

يؤكّد القديس على أنَّه لا يجب علينا نحن المسيحيين أنْ نعتقد أنَّ هذه الحياة التي تمضي وتنتهي بكل ما فيها من مجد وكرامات وقوة وجمال وعَظَمة هي الحياة المُشتهاة أو أنَّها الحياة الأفضل. لكن علينا أن نحب هذه الحياة، وعلينا أن نعمل لنتطور في سبيل الوصول إلى الحياة الأبديّة. لهذا السبب فإنَّه من المفروض أن نميّز بين ما يوجد في هذه الحياة ويُخوِّلُنا الدخول إلى الحياة الأبدية إذا اهتممنا به، وبين ما يوجد في هذه الحياة وهو لا يفيدنا في مسيرتنا نحو الملكوت، فمثل هذا هو عديم القيمة والنفع وما علينا سوى تجاهله.

" نحن المسيحيين نعتقد أن هذه الحياة هي الشيء الثمين والأهم، ولا نعتبر أيَّ شيء ينفعنا في هذه الحياة فقط شيئاً مباركاًَ بالمطلق، ولا نتباهى بالأسلاف ولا بالقوة الجسدية ولا بالجمال ولا بالعظمة

يقول القديس:" إنّي أؤكد أنه يجب أن نحب هذه الحياة، وأن نسعى بكل طاقتنا للمشاركة في اقتناء الأمور التي تكملنا لهذه الحياة الأبدية، وأمّا الأمور التي لا تحركنا نحو الحياة الأبدية فما علينا إلاّ أن نتجاهلها ونعتبرها بلا قيمة".

الحياة الأفضل، أي الحياة الأبديّة هي هدفنا في هذه الحياة لأنّنا سنتذوَّق فيها السعادة التي تفوق مجموع السعادة والفرح اللذين يُمكن للمرء أن يختبرهما هنا في هذه الحياة.

إذاً بحسب القديس، نحن لا نحتقر الحياة الأرضية أو الحياة التي نعيشها الآن بل نُكرِّمها ونحترمها لأنّنا حين نجتازها بما يوافق الإنجيل فإنّنا نعبر منها إلى حياة أبدية. وهنا يُشبِّه القديس الفارق بين الحياة الحاضرة والأخرى بقوله:" كما أنَّ النفس لها كرامة أكثر من الجسد هكذا الفارق بين الحياة الحاضرة والحياة الآتية ".

لا يتكلم القديس عن ماهيّة الحياة الأبدية، لأنَّ الأمر بحسب قوله يتطلب مستمعين أكثر بلوغاً كما يحتاج الأمر إلى جهد كبير.

الأمر الوحيد الذي يذكره القديس حول الحياة الأبدية هو المدخل إليها. إنها الكتب المقدسة إذ يقول: " الكتب المقدسة تقودنا إلى الحياة الأبدية وهي تعلمنا من خلال الكلمات الإلهية".
  رد مع اقتباس