ثانياً- سبب توجيه الرسالة
يقول القديس في مطلع رسالته، أنَّ الأسباب التي دفعته إلى كتابة هذه الرسالة كثيرة ولكن هدفه تقديم النصيحة كونه يريد تقديم الخبرة التي امتلكها خلال عمره. إنَّه يريد أن يقدم لهم خبرته في الحياة وكل ما حصل عليه وكل ما حصَّله من دروس الحياة.
نرى في بدايات الرسالة أنَّ القديس يريد أن يقدم شيئاً من خبرته الغنية وهو ما يراه يفوق خبرة الكُتّاب الوثنيين ومعارفهم. لذا فهو يُحذّر الشباب من الانقياد للتعاليم والمعرفة الوثنية، لذلك فهو يقول: لا تتعجبوا أنتم الذين ترتادون المدارس يومياً وتدرسون أقوال المشاهير من العلماء القدماء إذا ما قلت لكم إنني بخبرتي وجدت الكثير من الأمور التي تنفع أكثر ممّا لديهم لهذا يقدم القديس نصيحته التي تقول:" لا يجب أن تسلموا قيادة عقولكم بشكل مطلق لهؤلاء الرجال، كما تسلم السفينة للربان، لتتبعوهم حيثما ينحرفون، بل عندما تتلقون ما يقدمونه مهما كانت قيمته فعليكم أن تميزوا ماذا من الحكمة أن ترفضوه". ومن هذه النقطة ينطلق القديس في نقاشه حول كتابات الوثنيين وكيف يجب أن نميّزها.