أما الترجمة السريانية التي أطلق عليها في القرن التاسع اسم فشيطةا (فشيطتا) أي البسيطة، فقد جرت على مرحلتين: المرحلة الأولى وقد تمت في أواخر القرن الأول للميلاد حيث نقل جماعة من العلماء اليهود المتنصرين أسفار العهد القديم عن العبرية إلى السريانية، في الرها على الأغلب، وسميت أورة كةب (صورات أكثوب) أي متن الكتاب المقدس ونصه. أما المرحلة الثانية فقد تمت في أوائل القرن الثاني للميلاد حيث نقل العلماء السريان أسفار العهد الجديد
من اليونانية إلى السريانية ودعيت هذه الترجمة أيضاً بـ (صورات أكثوب) أي متن الكاب المقدس ونصه.
وقد حوت كل أسفار العهد الجديد ما عدا رسالتي مار يوحنا الثانية والثالثة ورسالة مار بطرس الثانية ورسالة مار يهوذا ورؤيا يوحنا الرسول.
وقد أجمع العلماء على أنها ترجمة صحيحة وأمينة بدون أن تكون حرفية، وسميت بالبسيطة لبساطتها ووضوحها وترك أفانين البلاغة وتعقيداتها في نقلها واستعملتها الكنيسة السريانية لبساطتها، دون الترجمة السبعينية، وذكرها آباؤها الأولون مقتبسين منها في كتاباتهم وكانت في أواسط القرن الرابع
قد قوبلت على النص اليوناني الذائع يومئذ في كنائس الجالية اليونانية في أنطاكية.
وما تزال الكنيسة السريانية تستعمل هذه الترجمة بنصها وفصها وما تزال هذه الترجمة ذات أهمية كبرى، وتعد من المراجع المهمة جداً في دراسة الكتاب المقدس. وأقدم مخطوطة لها، محفوظة في المتحف البريطاني في لندن وترقى إلى القرن الرابع للميلاد.
وقد أحصى بعضهم خمساً وخمسين مخطوطة سريانية بالقلم الاسطرنجيلي من الترجمة البسيطة، مكتوبة في القرون الخامس والسادس والسابع، محفوظة إلى اليوم في مكتبات الشرق والغرب، يقابلها اثنتان وعشرون نسخة لاتينية وعشر نسخ فقط يونانية.