قانونية الكتاب المقدس
القانون لغة، هو مقياس كل شيء، وفي السريانية (قنيو) أي قصبة المساحة التي كانت تستعمل كمقياس، وطولها أربعة أو ستة أو ثمانية أذرع، وأيضاً بالسريانية (قونونو) أي قاعدة، وقانون ومقياس.
أما بالعربية فهي (القناة) أي العصاة المستقيمة وفي علم اللاهوت، تعني القواعد والأصول، فقانونية (الأسفار المقدسة)
هي الاعتراف بكونها موحى بها من الله، وهي المعتبرة أجزاء من الكتاب المقدس.
استمدت اسفار الكتاب المقدس قانونيتها، منذ زمن تدوينها، فهي وحي إلهي، وقد هُيِّئ شعب العهد القديم مثلاً لتقبل أسفار العهد القديم كوحي إلهي وحفظها، وصيانتها.
وكان مطلب هذا الوحي حال نزوله واضحاً صريحاً، إنه كلام الله، كما جاء في سفر إرميا، ما يأتي:
(فدعا إرميا باروخ بن نيرنا فكتب باروخ عن فم إرميا كل كلام الرب الذي كلمه به، في درج السفر)(إر36: 4).
درست الكنيسة المسيحية قانونية أسفار العهد القديم التي كانت بيد اليهود، فقبلتها ككتاب موحى به من الله. وبهذا الصدد يقول الرسول بطرس:
«إنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس اللّه القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بط1: 21) وقال الرسول بولس: «كل الكتاب موحى به من الله»(2تي3: 16). واقتبس السيد المسيح ورسله الأطهار وتلاميذه الأبرار آيات من أسفار العهد القديم، فقد وردت في أسفار العهد الجديد (465) آية من العهد القديم.
ويكفي أن السيد المسيح وحده ذكر عشرين شخصاً من أشخاص العهد القديم. وذكر منه حوادث عديدة وأشار إليها بوضوح، مثل: