أمانة كتّاب الكتاب:
لا بد من أن نذكر ههنا، إن كتّاب الأسفار المقدّسة، لم يتمكنوا أغلب الأحيان من إدراك الحقائق الإلهية والعقائد السمحة التي أوحاها اللّه في قلوبهم، ومع ذلك فقد أودعوها أسفارهم بأمانة تامة، إذ كتبوا ما أمرهم اللّه أن يدوِّنوه، دون أي اعتراض أو احتجاج، وبهذا الموضوع يقول الرسول بطرس: «نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس، الخلاص الذي فتّش وبحث عنه أنبياء، الذين تنبّأوا عن النعمة التي لأجلكم، باحثين أيُّ وقتٍ أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها. الذين أُعلِن لهم أنهم ليس لأنفسهم بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أُخبِرتم بها أنتم الآن بواسطة الذين بشّروكم في الروح القدس المرسل من السماء»(1بط1: 9ــ12).