وتقول أيضاً ..
منذ أكثر من عام مرضت والدتى مرضاً شديداً جداً، احتار فيه الأطباء بالأقصر وأسيوط والقاهرة والإسكندرية، وكانت الحالة تتأخر يوماً بعد يوم، وتضاربت أقوال الأطباء، فمرة يقولون أنه نزيف بالمخ ومرة هبوط فى القلب غير السكر والضغط وارتفاع درجة الحرارة باستمرار .. وكثيراً ما كانت تدخل فى غيبوبة مع عدم القدرة على التبرز لمدة ثلاثة أيام .. فأحضرنا لها أحد الآباء للاعتراف والتناول من الأسرار المقدسة فى اليوم التالى .. ولم يكن من الممكن أن ننقلها بالطائرة إلى القاهرة أو حتى بالإسعاف فلم تكن حالة القلب تحتمل ذلك .. وبعدها حدث انتفاخ فى البطن مع ارتفاع مستمر فى درجة الحرارة .. وكنا نترك منازلنا ونظل بجوارها لكى نخدمها فقد كانت لا تقدر على الحركة وكثيراً ما سقطت على الأرض فى غيبوبة أثناء سيرها.
وذات ليلة كنا بجوارها أنا واخوتى، وكنا نقرأ فى كتاب معجزات القديس البابا كيرلس السادس والقديس الأنبا مكاريوس وفى تلك الليلة قد زارها مجموعة من الآباء الكهنة وصلوا لها ودهنوها بالزيت، وانتظرنا عمل الرب حيث لم يكن فى مقدرتنا عمل أى شئ لها.
وفجأة فى حوالى الساعة السادسة صباحاً استيقظتُ على صوت حركة فى المنزل، وتصورت أن أحداً من اخوتى يقوم بتوصيل والدتى "إلى الحمام" ولم يرد أن يوقظنا فصرخت عليها وقفزت من سريرى ولكنى فوجئت بوالدتى تقف بمفردها وهى تقول لى: "متخفيش أنا كويسة" وذهلت حين رأيتها تقف بمفردها ثم ترجع إلى فراشها وحدها واستيقظ جميع من بالمنزل ولم يصدقوا ما رأوه .. فكيف تقف بمفردها وتحفظ اتزانها وهى لم تكن تقدر حتى على الجلوس .. وهنا روت والدتى ما حدث معها فقالت:
بعدما نام الجميع شعرت أننى أريد الذهاب إلى الحمام وفجأة رأيت أمامى شاباً جميلاً فى جسم باسليوس ابنى فظننته هو .. ولكنه كان يرتدى عباءة (تونية بيضاء) فقال لى: "قومى أوصلك للحمام" وأمسك بطرف ملابسى وسار معى وتركنى عند باب الحمام .. وأنا لى ثلاثة أيام أُعانى من الإمساك وعندما خرجت من الحمام بحثت عن باسليوس فلم أجده ينتظرنى، فذهبت إلى سرير باسليوس فوجدته مستغرقاً فى نوم عميق ... فعرفت فى قلبى أن هذا الشاب هو أحد القديسين قد أرسله لرب لنجدتى وظللت أفكر من هو هذا القديس؟ ثم تذكرت أننى رأيت من قبل صورة للقديس الأنبا مكاريوس وهو فى أيام شبابه بالتونية البيضاء موجودة بأحد كتب معجزاته.
ومنذ تلك الليلة تحسنت حالتها جداً وقمنا بإعادة التحاليل والأشعات ونشكر الله لم يعد بها شيء فالمجد لله الذى أعطى والدتى حياة جديدة بصلوات قديسه العظيم الأنبا مكاريوس.