أبْقى معي يا حبيبتي: 2/11/1997
الرب يسوع: هذا القلبِ هو موضع راحتكَ؛
يا وعاء نوري، هذا القلبِ هو الفريدُ،
الموضع الرئيسي والأساسي الذي ستجد فيه نفوسكم القلقة سلاماً أبدياً وحناناً وعذوبة.
لقَدْ أغدقتُ على نفسك بمسانداتي؛
أَسْألكَ الآن أَنْ تَبْقى في قلبي بهذه الطريقة؛
أبْقى معي يا حبيبتي.
إن رداءتك المطلقة حرّكت قلبي وكل كياني إلى مدىِ أن عيناي تمتلئ بدموعِ الرّحمةِ فى كل مرة اَنْظرُ فيها إليكَ .
كلا؛ لا تَتكلّمُي ؛ امتصي سلامي واشبعى قلبكَ بهذا الصّمتِ،
تمتّعُي بلحظاتِ النعمةِ هذه وامتصي العذوبة التى يقدمها لك إلهك؛
أنعشي قلبك يا حبيبتي وظلّي في أحضاني واَسمحي لنفسك أنْ تُحْبُّ؛
لا تَسْمحُي لفكرك أَنْ يَتوهَ في العالمِ لأنك من العالمِ لن تنالي شيء؛
تعالى إلى وتَذُوقي محبتي الحلوة التى أكنها لك والتى دوماً لك,
بل قولي: ضعف فائق الوصف لَك، بدلاً مِن ذلك .
يا أغلى حجر كريم في يَدِّي، إن مسحة حبِّي لَك لهي عظيمة جداً بِحيث أنه في لحظاتِ الحبِّ المُلتهب تلك، عيناي الإلهية لا تستطيع أنْ تُثبت سوي عليك؛
فكّرى بشدّة فى هذا، حتى أَصلْ كي أجَلْبك؛
أنى لا أَجِدَ مسرة أخرىِ في أي مكان آخر أكثر مِنْ تلك اللحظاتِ عندما أكون مَعك وأنت مثل كتابِ مفتوحِ لي، لأكِتب فيك ترتيلتي الجديدة, ترتيلة الحبِّ؛
كُوني متاحة دائماً لي ومتعاطفة،
وبهذه الطريقة سَتنقذين نفسك وأيضا أولئك الذين يَستمعونَ إليك؛
لقد شكّلتُك لتُصبحَي تلميذَتي؛
فاسولا: إلهى! عندما أُفكّرُ فى ذلك، أنك شَكّلتني بطّريقةِ بغاية العجب. لقد شَكّلتني بصّمتِ بواسطة روحك القدوس بأن نفخت تلك الرؤى الإلهية فيّ من قلبكَ القدوس! أنه لم يكن مثلما شَكّلتَ تلاميذك بالسمع!
الرب يسوع: نعم! لقد أردتك أن تلتفتي نحوي بصدق لكي اجذب قلبكَ نحو حبّي وثباتي,
لقد أردتُ أَنْ أَعدَّ نفسك لحْمل رسائلي الإلهية؛
آه يا فاسولا ، كل ما أَقُوله لك الآن، سَتَسْمعين إليه ثانية عندما سَأَظْهرُ إليكم علانية في الوقتِ المُعَيَّنِ؛
تَبتهجُ نفسي الآن بالنَظْر إلى بستاني والتمتّعُ بالتنفس فيك؛
كل خطوةِ ستَسْمحين لى بأخذَها في حديقتي، سأخطوها بوداعة وستكون عزاء لك.
فاسولا: عندما التفتت نظرتكَ لأسفل على الأرضِ لتسلب قلبي، كيف كان ممكن إنك بَالنظر إليّ إنك لم تهْربُ، بل على العكس، عدم جدارتي أبهجتك كثيراً، جْذبتكَ إليّ؟
الرب يسوع: أني اَعْرفُ بأَنيْ أَدْعوَ الأدنى من خليقتي؛ حينئذ، نَظرتُ إليكَ وأحَببتكَ . . .
لقد أخبرتكَ في البِدايةِ، طالما انَكَ تَتْركيني أُشكّلكَ، فأنا سأَقُودكَ بنعمتي بخيوطِ الحبِّ، خاتماً نفسك بصورتي الإلهية،
وبهذا الختمِ الإلهي الذي هو بصمة الثّالوثِ القدّوسِ، سَتنجذبين إلى كمالِ ربوبيتنا جاعلين هكذا اتحادك الصادق معنا اتحادا كاملاً فى حبّنا الإلهي؛
أني ما زِلتُ مُعتزم يا عزيزتي، أَنْ أَستمرَّ واَهْمسَ في أذنكَ برؤى سريةِ
وبينما أسكب بوفرة عطاياي ومسانداتي لمسرتي الصالحة، سَأظل أذكرك بأنه لكون قلبكَ أنجذب على نَحْو لا يُقهَر نحو قلبي، فذلك لكي يَكُونُ اتحادنا كاملاً بإيماءة قلبي اللطيفة هذه،
وروحكَ، من خلال نعمتي، سيصير واحداً معي.
لقَدْ أعطيتكَ صلاة تُكرّسينَ بها الجسد والنفس إِلى قلبي القدّوسِ،
كي تكون أفكاركَ أفكاري وأَعمالكَ أَعمالي،
مَعطية لى مشيئتك طوعاً لكي تكون مشيئتي نافذة فيك؛
أنى أُذكّركَ، أنه بوَضْعِ رأسكَ على قلبي، في لحظاتِ المتعةِ الداخليةِ هذه، سَأكُونُ حركةَ قلبكِ وفصاحة وسحر كلامك،
إني سَأكُونُ نور عيناكَ لتُعطي مشورة جيدة لمن يَحتاجون لها؛
سَأكُونُ كل حركةِ من قلبك وكل إيماءة ستأتي منّي؛
أنكَ سَتَستمعُين لكل تنهداتي، فاهمة معانيها لكي تَتصرّفُي طبقاً لإرادتي الإلهية؛
من خلال النّعمةِ سَتَستنشقُين عذوبتي كما فعِلتَ عندما كان رأسكَ مستقراً على قلبي متَذُوقةُ مذاقه الحلوَ؛
تَذكّرَي كيف أوصاك أبى ؟
لقد قال لك إن كنت ستَسمحين له أَنْ يَقوّي رباطات اتحادك به،
ستُربط نفسك حينئذ إليه وروحكَ ستُنقش بعمق فى روحي حتى أن كل شيءِ سَتَفعلينه سيَكُونُ طبقاً لرأيي؛
أعمالكَ سَتتُجذّرُ في صلاحنا وسلوكك في روحنا؛ سيعطيك أبى حينئذ مثالَ الطّريقةِ التى تعمل بها أعضاءِ جسدكَ:
أنكَ لا تقولي ليدك ماذا عليها أَنْ تفَعلُ، بل هى تَعملُ بإرادتك, هكذا سَيَكُونُ الأسلوب الذي سَنُوجّهك به.
فاسولا: إلهى، أغْفرُ لي ضعف إيماني نحوك، ونحو كل هذه النِّعَمِ الوفيرةِ التى أعطيتها لي مجاناً بالرغم من عدم جدارتي المطلقةِ. لقد كُنْتُ أَخفي نِعَمكَ؛ لقَدْ أَثمتُ من الخوف بما سيظنه الآخرين.
الرب يسوع: سيحاول العالم دائما أَنْ يَخْدعكِ ويجْرح من هي ثّمينة جداً عندي؛
وعندما تَستمعين إلى العالمِ الذي يأَخذ فكرك بعيداً عن التأمل، هذا وحده يجرحِ قلبي؛
بالنّعمةِ أنا قَدْ جذبتك نحو قلبي القدوس لكي تَكُوني لي أنا فقط
وبالنّعمةِ أنوي أَنْ أَحْفظكَ في هذا الهدوء؛
عندما يُهاجمكَ هذا العالمِ الباردِ بأموره المغرية، ويُحاولُ أَنْ يُشوّهَ نفسك لتَشْبهيه، أركضي إلي وخذُي مأواك في قلبي؛
ليكن لك ثقة فيّ واعهدي ليّ بكل مشاكلكَ؛
أنا فقط مُنتَظِر أنْ أكُونَ سخياً إليك،
مُختَاَرتى؛ سيحاول العالم دائما أَنْ يجذبك للرجوع لأحشائه، للوادي المظلم حيث ليس هناك سوى الكآبة؛
لكنى قَدْ اخترتكَ بين الآلافِ، فلماذا تَحْزنيني بنْقصُ إيمانك؟
إن اتحادي معك في ضوءِ لاهوتي لهو كاملُ جداً حتى أنك لا يَجِبُ ألا تَفْقدَي الثقة فيما بعد بل ضعي رأسكَ على قلبي ولا تعودي تشكي فى اتحادنا المبارك؛
تعالى وقُولي لي الآن:
يسوعي،
أيها الرحمة الإلهية،
أنى ضعيفة الإيمان بك
ولذا قَدْ أحزنت قلبك؛
أَسْألكَ الآن في ضآلتي وبكل مذلتي أنْ تكون غافراً لي،
لكي تجدد بمراحمك اللانهائيةِ وبجودك، نفسي المُشَوَّهةَ والمَجْرُوحَة؛
المشَوّهَة والمجَروحةَ بأعمال العالمِ عليّ وبأقوالهم.
لقَدْ تلقيتُ صلاتكَ ببهجة؛
في ضعفك سأمجّدَ أسمي المُثلث القداّسة؛
من الآن فصاعداً لا تَتْركيني أسقط أبداً في أي كآبةِ أو حُزن يدع كل قديسيني وملائكتي في كآبةِ هائلةِ لَكُونهمُ عاجزين عن أَنْ يُريحَوا ألمي؛
إن أصر العالمَ على استجواب مُختارينى، فسأدع آثامهم تَسْقطُ على رؤوسهم؛
إنه بعدلِ سَأَتدخّلُ؛ إن عاملوا مُختَاَرتى,َ تلك التى يتعلق بها قلبي المقدّس بمودةِ خاصةِ،
كمسرتهم، فسَأُوبّخهم بقوّة؛
لكن عليك أَنْ تؤدى تعويضات من أجلهم،
حينئذ سَأُرغمهم برحمتي اللانهائيةِ على أَنْ يَروا خطاياهم؛
أنا بمحبتّي، كما قلت لك في البِدايةِ، قد أوثقتك لي بطريقة بحيث أنّه سَيَكُونُ من الصعب عليك أَنْ تَحْلّىَ هذه الرباطات؛
لقد أنجزت هذا العملِ، بعد إجازتك لي،
بدافع الحبِّ النقى حبّي الغيور كان ممكن ألا يؤلمنا إَنْ كنا منفصلين واتحادنا مكسوراً؛
لقَدْ أعطيتكَ في لحظةِ من اللّذّةِ المُسكَرةِ، نعمةَ أخرىَ
نعمة اتحاد زواجي وهكذا جذبتك أعمق إلي سكون التأملِ الحلوِ في قلبي الإلهي؛
في هذا الاتحاد المبهجِ بينك وبين الثالوث القدّوس أنتَ تصيري قيثارتنا،
ونحن نَستخدمك بفرح حاصلينَ على انتصاراتِ عظيمةِ منك؛
حينئذ أنتَ، بدوركَ ستَتمتّعُين بمُشَارَكتنا ديارنا؛
بنعمتنا الإلهية ستُصبحين ابتهالنا؛ سوسنة قلبي،
إن حناناً لانهائياً قَدْ أُظهر لك لكي يتعلم الآخرين منك ويَحْصلُون على نفس المقدار كما حَصلتَ أنت؛
سوسنة قلبي، إن قربنا إليك هو تقديساً؛
إن إرادتي الإلهية المتُجذّرة فيك هى أعظمُ عطية أستطيع أَنْ أقدمها لك مُقابل إرادتك؛
بإرادتي الإلهية فيك أستطيع أَنْ أفي عن كل إعوازك وعن كل نقائصكَ؛
الكَلِمات التى ستَنْطقينَ بها سَتَكُون كلماتي لأني سَأكسوك بي وأنتَ سَيكونُ لديك فكرى؛
بالرغم من أنك مُلامة كثيراً لأجل صراحتك، في الواقع إن صراحتك لَيستْ لك بل لي؛
أولئك الذين يُنتَقَدونكِ لأجل هذا لم يتَركوا خطاياهم تماماً. . .
أنهم يَنْسونَ بأنّ ما أن تتحد النفس بالإله تُصبحُ روحاً واحداً وفكراً واحداً معه؛
لقَدْ مَنحتكَ لأجل مُهمتك كل هذه العطاياِ بدافع الحبِّ الذى أكنه لك،
لكن أيضا لأجل تجديد بيتي؛
آه يا فاسولا، قد يسأل البعض :" لماذا يُؤكّدُ الرب اتحاده، إن عطاياه ونعمه كثيرة جداً ؟"
إن كنت أُذكّركم جميعاً بهذه الأشياءِ، فذلك لأن العالمَ سَيواصل مُحَاوَلَة إرغام مُختَاَرتى على أَنْ تَشْكَّ في عطاياي المعطاة لها؛
لقد حذرتك يا فاسولتي في أيامِ مهمتك الأولى بأن أْعمال محبّتك قد يُساء فهمها وقد تُطاردين كفريسة وستَعاني شدائد،
لكن أعلمتك أيضا كيف ستَغطّيكِ حمايتي الأبويةَ دائما، وأنى سأَجيءُ لنجدتك ولمواساتك وسأَرْفعكَ من أنيابِ الشّريّر؛
لقَدْ أخبرتكَ بأن رسائلي الملوكية سَتَكُونُ كثيراً جداً مصفوعة ومرَفوضَة ومُستهزأ بها،
لكن أيضا كيف سأَقفُ دوما بجانبكَ لأشجّعكَ؛
أنتَ ما زِلتَ تسكني الأرضِ لكنى اَسْكنُ داخلك؛ فلا تخافي؛ طالما أنكَ على الأرضِ، فالعالم، سَيَظل يحَاوَل بظلمته أَنْ يؤْذيكِ وأن يَجْرحكَ.
أني لست أقصد بأنّك يَجِبُ أَنْ تَفترقيَ عن أصدقائكَ،
لكن تذكّرُي، لا تَأتمنُي نفسك للناسِ؛
البعض قد يُريدُ أَنْ يُجبرَ يدّكَ أَنْ تَفعلُ ما يناقض رغباتكِ التي قد تَكُونُ أيضا على نقيض رغباتي,
آخرين قد يلمِّحون إلى أنّ عطاياي المُبجلة المُعطاة لك، ومُسانداتي أيضا، أنها لَيست إلهية ولا تأتى منّي؛
لهؤلاء عِنْدَي شيء ماُ لأقُولَه: "إن كنتم تَقُولون أنهم لَيسوا من أصلِ إلهى فهم حينئذ ممكنُ أَنْ يكونوا فقط، طبقاً لتلميحكمَ، من أبّوِ الأكاذيبِ، أو من اللاشعورِ؛
هَلْ لم يسَبَقَ أَنْ خَطَر علي بالكم أنكم بإدانة عملي كعمل شريّرِ فأنكم تأثْمون ضد الروح القدسِ وإن مثل هذه الخطيئةِ لا تُغْتفرُ؟
إن كنتم تَقُولُون بأن كل هذا العملِ الإلهي يَجيءُ من اللاشعوريِ، وضّحُوا لي إذن براعة ومعارف تلك الكتاباتِ من إنسانة لَيْس عندها معرفة بأعمالُ الحكمةِ ولَيْسَ عندها حتى تُدرّبُ على التعليمِ الأولّيِ"
لقَدْ أعطيتهم برهان كافي إلى حدّ كبير، ولن أَعطي برهانَ أكثر من الذى قَدْ أعطيته بالفعل؛
حينئذ سَيَكُونُ هناك أولئك الذينَ، على الرغم من كونهم سَألوا عن نصيحتكَ، إلا أنهم سَيُهملونها،
لأن نفوسهم ستكون ما زالَت تجاهد من أجل رغباتهم الشّخصيةِ وسَيُخضعُون لإرادتهم البشرية وليس لإرادتي؛
لقَدْ أخبرتكَ طالما أن رأسكَ مُستقراً على قلبي، فأنتَ تقرئين في لحظاتِ السكون هذه، نبض قلبي،
عندئذ أنتَ بدوركَ، سَتَكُوني قادرة على أَنْ تَعطي مشورة جيدة لأولئك الذينِ يَحتاجونها؛
لكن ثانية، العالم، ليس مَتغلّباً بعد على أفكاره الشّريّرةِ، سيَخطئ تقدير كنوزي المنسكبة عليك، تحت ذّريعةِ أنك لست مُصدَّقة . . .
تغلّبي الآن على ضعف ثّقتكِ فى العطايا والمُساندات التى أقدمها لك بكل غنى وكرري بكل قلبك الصلاةِ التى أعطيتها لك . . .
لا تعودي تقلقي،
أني سَأَستمرُّ أَعتني باحتياجاتك المتعدّدةِ.
فاسولا: لقَدْ صَلّيتُ يا رب، لكن كيف أتأكد من إنني لنْ أخذلك ثانية؟
الرب يسوع: ها أنا هنا لأُذكّركَ؛ أني سَأَجيءُ دوما وأرجعك من أي طرقِ خطرةِ رُبَما تَغريَ أَنْ تسلكيها؛
إني سَأظل أُظهر إليك عنايتي التى بغاية الرقّة والتى أكنها لمختاريني؛
تعالى، أُريدكَ اليوم أَنْ تَشْعريَ بالسعادة، لأني أستطيع أن أري بكل الصدق أنكَ قَدْ جَعلتَ كلمتي مسكنك وأنكَ قد صرت تلميذتي وحقاً لي.
فاسولا: إلهي، لقَدْ جذبت نفسي الغير مستحقة لتتبعك، ومَنحتَني كنوزاً ثمينة دون استحقاق وبحبِّ غير محدودِ رَفعتَ نفسي .
الرب يسوع: لقد رَفعتُ نفسك من أجل منفعة كنيستي أيضا؛
فاسيليكى، لقَدْ أعطيتكَ رسائل بغاية الجاذبيةِ؛
لقد نفخت فيك طيلة كل هذه السَّنَواتِ رؤى إلهية آتية كلها من قلبي القدوس؛
إن روحي قد كان ولا يزال مُرشدك ونورك؛
لقَدْ سكبت عليك حقاً نعّم إلهية لكي يستطيع الناسَ أَنْ يَستفيدَوا منها أيضاً؛
إن كل أعمالي صالحة، وقد استقبلها أنقياء القلبِ والمتواضعِين بكل ترحاب،
لكن التسبيح لأعمالي لا يليق في أفواه الخطاة؛
كما قُلتُ قد أعطيتكم جميعاً برهان كافي بأن هذا الكنزِ الإلهي يَجيءُ من خزينةِ قلبي القدوس لكي لا تَشْكوا فيّ؛
على حدة يا فاسولا، من بعد ما أعطيتكَ علامات خارجية عن محبّتي، أعطيتكَ معرفة وتعليم، مُغنيكَ على نحو ثابت أنت والآخرين من خلال هذه الكتاباتِ؛
هل أنتَ مدركة يا حمامتي لكل تلك الإلهامات الإلهية التى نفخها فيك روحي القدوس؟
ها أنا هنا معك اليوم، لأُساعدكَ على الَتغلّبَ على كل ضعفاتكَ؛
أنا لا أستطيع أَنْ أتحمل بعد أراكَ تَخفين في تواضعكَ عطاياى الإلهية التي أعطيتها لكَ.
فاسولا: بصلاحك العجيب أنتِ قَدْ تَنازلتِ أن تَعطينا منّاً كافيا تبتهج فيه نفوسنا اليوم؛ أنه غير مادي لكن ما أن تَمتصُّه النفس، حتى تَشتاقُ للمزيد ولذا، ها أَنا هنا، مازلت غير كاملة، وأَتمنّى فقط أَنْ أؤدي تعويضات للسببِ الذى أعطيتُه لك لأجَلْب قلبِكَ الإلهي للأحْزان؛ أجعل عيوبي وإهمالاتي التي تسَبّب الحُزن لكَ تتحول إلى تأجّجَ وثقة وباقة من نبات المرِّ.
الرب يسوع: غاليتي، أنا لَستُ عديم الحس لكل أعمال الحب الشاقةِ التى تَعهّدتَ بها بأسمى، ولا بالمصاعبِ التى تحمليها بصّبرِ من أجلي،
حمامتي؛ أنا لَستُ عديم الحس أيضاً إِلى طلباتكَ الحالية، وأنى مسرور لأنك تَعتمدينَ على نعمتي.
فاسولا: أَنْ أَعاني من أجلك فذلك يَجْعلني سعيدةَ .
الرب يسوع : لا تملّى في الطريق معي.
فاسولا: أعطني يا إلهى فُرَصَ كي اَفْتحَ فمي لأُمجّدكَ بلا خوف وبلا شك
الرب يسوع: لهذا يَجِبُ أَنْ تَعتمدي عليّ وأن تزودي روحكَ من روحي لكي تستطيعي مواصلة ترنيم وتَرتيل ترنيمة محبتّي إِلى الأممِ؛
لهذا دَعوتكَ أَنْ يَكُونَ لك رحلتك الطويلة ومأوى في جسدي؛
مساعدتي المخلصة؛ متّعُي نفسك بنعمتي وابتهجي في شركتي في نور النّعمةِ الصادق هذا، المُعطىَ لك مِن قِبل أبي، واَقْبلي تذَوقِ المذاق الحلو لقلبي، كما فعلت.
ليت قلبِ القارئِ الذي قَدْ قَرأَ هذه الصّفحاتِ، ينفتح! ليت عينيه وأذنيه، ينفتحان!
حتى الآن أنتَم لم تدركوا بالكامل كنزي السّماوي، ولا قَدّرتمَ عطيتي لكم بالكامل؛
أنتمَ لم تخترقوا بعد في ما يفوق كل ثمن، والذي كُنْتُ وما زِلتُ أقدمه لكم طول أيام حياتكمِ النّعمة الكبيرة بأن تعرفوني في اتحادِ حميمِ وتذوق بشكل داخلي عذوبة قُبَلاتي الإلهية،
في غرفةِ عرس قلبي؛ طوبى لمن يَستمعُ إليّ ويَحْصلُ على هذه النّعمةِ؛
الويل لمن في حالتهم الرديئة وفي عقلهم الملوّثِ يُقاومُون هذه النّعمةِ؛
أنهم سَيَبْكونَ في بؤسهم يوما ما؛
إنه جيد أَنْ تَعمَلُ أعمالَ جيدةَ من أجلي وأن تَتْبع بعض العبادات وكذلك أعمال المحبةِ،
صلوات شُكر وأْعمال التّعويضاتِ،
لكنى سأستاء بشّدة لكونك تَمُوتُ قبل أن تعَرفني؛
إنى سَأُحزنُ بشّدة لكونك عليك أَنْ تَمُوتَ الآن قبل أن تفَهمني؛
إن كثيرين منكم مشغولين بأعمالكمَ الروتينية اليوميةِ، التي تسرّني إن عْملت بمحبِّة وكانت طبقاً لفكري،
لكن كل هذا سَيَكُونُ ناقصاً إن لم تَفْتحُوا للنعمة وتَميزوني في مودتي؛
لذا تعالوا واقْبلوا صحبتي الودودة
وأنا، بمسرتي الصالحة، سَآخذكَم نحو ألغازِ وأسرارِ قلبنا الخفية؛
أنتمَ ونحن سَنُصبحُ متَحّدينَ بحبّنا على نَحْو لا يُقهَر إلى الأبد لن ينتهي أبداً.
لقد تَكلّمتَ الآن إليك من قلبي، كما في الأوقاتِ السّابقة, لأذكّركَ يا طفلتي بحبّي اللانهائيِ،
وخاصة كي تزيلي تلك البذرةِ التي ألقيت فيك من قبل العالمِ؛
أنى لا أستطيع أَنْ أتَحْملَ فيما بعد أَنْ آري ابنتي المُتَبناة، رسولتي المبهجة، ممزقة إِلى قِطَعِ مِن قِبل شكوك قد حاول العالمِ أَنْ يَضعَها في فكرها
إن خوفك يا فاسولا من أن أكون ألقيت مكعباً من الثلج في قلبكَ بدلاً من نعمتي الإلهية، لهو يُسئ إلىّ ولَيْسَ له أساسُ في الواقع ِ. . .
إن الشدائد لم تجَعلكِ تَفْقدينَ السّلامَ الذى أعطيته لكَ في قلبكَ، وذلك حسناً؛
لكن من أجلي يا حمامتي، لا تَشْكّينُ ثانية فى نِعَمي وفى حبّي الغير محدودِ الذى أكنه لك دائما؛
لا تَفْقدي ثقتك فيّ؛
ألا تستطيعي أن تَرى كيف أنى على نَحْو إلهي فُتنت بك؟
لذا التمس منك أَنْ تثقي بي؛ طالما أنك ما زِلتَ على الأرضِ،
أثبتي فيّ لتجعلي اتحادكِ معي كاملاً وتناوليني كثيرا بقد ما يمكن في العشاء الربانيِ، مُسبحة بحبّكَ ليّ، واتَرْكي نفسك لي؛
البثي في موضع الراحة هذا إلى الأبد، سامحة لى أَنْ أَحْفظكَ في أتون الحبِّ هذا، لأجْعلكَ تتَذُوقين حلاوة محبّتي.