عرض مشاركة واحدة
قديم 20 - 07 - 2014, 11:26 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلة الى المرتفعات

الفصل السادس
جولة فى صحراء مصر
"لقد رأيت مشقة شعبى الذين فى مصر وسمعت أنينهم ونزلت لأخلصهم"أع 34:7
بعد مقابلة كبرياء مضت خوافة ورفيقتاها فى طريقهم،
ولكن بصعوبة اكبر وببطء اشد،
وعلى الرغم من هذا فقد تقبلت مساعدة رفيقتيها بترحاب.
وبمرور الوقت زالت اثار مقابلة كبرياء،
وتقدمت بسرعة فى طريقها.
وفى اثناء سيرهم يوما ما، استدار الطريق وانحنى وانحدر فى حدة فرأت ولدهشتها صحراء شاسعة، ممتدة الى نهاية مرمى البصر.
ولشدة جزعها بدأت اشجان والام النزول فصرخت:
"ما هذا !! لقد امرنى رئيس الرعاة بالصعود لا بالنزول ..
لابد ان نجد طريق يؤدى الى اعلى"
ولكنهم اشاروا لها بأن تتبعهم ولكنها تجاهلتهم واخذت تنظر شمالا ويمينا،
فى محاولة بحث عن طريق يصعد الى اعلى ولكنها لم تجد، فصرخت :
"لقد وعدنى بالصعود الى المرتفعات انه لم يقصد النزول ابدا …
يا راعى اسرع لنجدتى لانى فى احتياج اليك"
فى لحظة كان هناك واستدركت خوافة :
" يا سيدى انى لا افهم هذا ابدا ،
الرفيقتان اللتان اعطيتنى اياهما تريدان اخذى الى اسفل ،
وهذا معناه انى سأبتعد عن مسيرتى، واعتقد انك لا تقصد هذا ،
أليس كلامى صحيحاً ؟!! ارجوك ارنا طريقا اخر للصعود كما وعدت"
اجاب برفق: "هذا هو الطريق وارادتى هى ان تعبرى فيه"
خوافة :
" لا لا … انك لا تقصد هذا ابدا فهو ضد وعدك لى بالصعود للمرتفعات
… ان هذا يخالف وعودك "
رئيس الرعاة :
"انه غير مخالف … فقط يؤجل الوعد الى حين وهذا للخي"
شعرت خوافة وكأنه طعنها فى قلبها، وقالت بصوت مرتعش:
" هل تقصد فعلا انه يجب ان انزل الى اسفل واعبر كل هذه الصحراء؟
ربما يأخذ هذا شهورا بل سنين .. هل هذا التأجيل الى غير مسمى؟
هز رأسه بالايجاب فى صمت .. فخرت خوافة عند قدميه ..
لقد كان يقودها بعيدا عن مشتهى قلبها وبدون وعد يضمن رجوعها.
تكلم رئيس الرعاة فى هدوء شديد :
" خوافة .. هل تحبيننى لدرجة ان تقبلى التأجيل، وهذا التناقض الظاهرى لوعدى ؟!! هل تقبلين النزول معى الى صحراء مصر؟
كانت خوافة لا تزال ساجدة عند قدميه تبكى، وكأن قلبها سينفجر ولكنها رفعت رأسها، ونظرت اليه من خلال دموعها، ثم امسكت بيديه:
"احبك .. انت تعلم كل شئ .. انت تعلم انى احبك ..
سامحنى لانى لا اقدر ان امسك دموعى ..
ولكنى سأذهب معك حسب ارادتك .. حتى لو لم تفسر لى الاسباب ..
سأذهب معك لانك تعرف ما هو لخيرى "
فى ذلك الصباح بنت خوافة اول مذبح لها ، وقدمت ارادتها ذبيحة،
وجاءت نار واكلت الذبيحة وتركتها رماداً. على الاقل هذا ما كانت تظنه ولكن رئيس الرعاة لفت نظرها الى حجر وسط الرماد وقال لها :
"خذيها كتذكار لاول مذبح "
ثم بدءوا النزول ومنذ اول خطوة شعرت خوافة بسعادة غامرة لانها وجدت رئيس الرعاة بجانبها وينزل معها، وبدأ ينشد لها نشيداً عذباً ، جعل الحزن يذوب من قلبها. وكانت كلمات النشيد تلمح لها لماذا كان هذا التأجيل :
"اختى العروس جنة مغلقة عين مقفلة ينبوع مختوم استيقظى يا ريح الشمال وتعالى يا ريح الجنوب. هبى على جنتى فتقطر اطيابها " نش 12:4-16
وصلوا الى صحراء مصر بسرعة غير متوقعة، لانه على الرغم من شدة الانحدار،
الا ان خوافة كانت تستند على ذراع رئيس الرعاة،
فلم تشعر بضعفها مطلقا. وهكذا وصلوا الى بعض الاكواخ حيث كانوا سيبيتون ليلتهم ثم اخذ رئيس الرعاة خوافة جانبا وقال لها :
"خوافة كل خدامى الذى سبقوك الى المرتفعات مروا من هذا الطريق انه يسمى الرعبة المظلمة العظيمة (تك 12:15) . هنا تعلموا اشياء كثيرة .. تعلموا سر الملوكية وها انت هنا .. انها فرصة عظيمة ، لان الذين يجتازون صحراء مصر وهذه الظلمة وهذا الاتون يخرجون منه امراء واميرات "
ما كاد رئيس الرعاة ينتهى من كلامه حتى رأت خوافة الصحراء مليئة بالاشخاص ..
رأت ابراهيم وزوجته سارة اول من تغربوا فى هذه الارض.
ثم يوسف مجروح ومرذول من اخوته الذين باعوه كعبد. الذى لما بكى طالبا خيمة ابيه، لم يرى سوى هذه الصحراء..
بعدهم رأت سلسلة من الاشخاص بلا نهاية تتقدمهم ملكة بدت اجمل من الكل واكثرهم جلالا ومجدا فقد كانت والدة رئيس الرعاة بنفسها …
نظرت الى خوافة بحنان وقالت لها : "مهما قال لك فافعليه (يو 5:2) فإنه انا ايضا قد جاز فى قلبى سيف (لو 48:1) ولكن الان كل الاجيال تطوبنى لانه نظر الى اتضاع امته . (لو 35:2)
تشجعت خوافة من كلامها وملأ السرور قلبها ثم سمعت صوتا واضحا يرن فى اذنيها : "لا تخافى من النزول الى ارض مصر لان هناك سأجعلك امة عظيمة وسأصعدك من ارض مصر" (تك 3:46)
بعد هذا رجعت الى الاكواخ واستراحت فى تلك الليلة.
فى صباح اليوم التالى اخذها رئيس الرعاة فى جولة الى المغارات المنتشرة فى الصحراء .. وفتح بابا صغيرا فى احداها، فدخلوا حجرة تشبه الطاحونة ..
كان بها اكوام القمح فى كل مكان، ماعدا فى منتصف الحجرة، حيث كان الرجال يطحنون انواعا مختلفة من القمح، بعضه ناعم كالهشيم واخر خشن .
وفى ناحية كانت السيدات يجلسن على الارض يطحن اجود انواع القمح بالرحى. لاحظت خوافة كيف ان القمح يضرب بشدة حتى يتكسر ومع الطحن يصير ناعما يصلح لعمل اجود انواع الخبز .
رئيس الرعاة: "انظرى الطرق العديدة لسحق القمح، لكل منها فائدة وهدف ما
… ان الشونيز لا يدرس بالنورج ، ولا تدار بكرة العجلة على الكمون، بل بالقضيب يخبط الشونيز، والكمون بالعصا، يدق القمح لانه لا يدرسه الى الابد، فيسوق بكرة عجلته وخيله لا يسحقه" (اش 27:28-28)
لاحظت خوافة ايضا طول المدة التى يستغرقها طحن الدقيق، حتى يصير ناعما،
ثم سمعت رئيس الرعاة قائلاً :
"انى احضر شعبى الى مصر حتى يطحنوا فيصيروا صالحين للاستعمال.. لانه لا يدرسه الى الابد .. هذا ايضا خرج من قبل رب الجنود " اش 29:28
ثم ذهبوا للمغارة التالية، وفى وسطها وجدوا عجلة كبيرة كأنها منضدة، وبجانبها فخارى اخذ يصنع اشكال جميلة واشياء مفيدة … كان الطين يقطع ويضغط عليه ولكنه دائما صامت مستسلم .
رئيس الرعاة : "فى مصر ايضا اصنع اجمل الاوانى والادوات، كما ارى انه نافع .. اما استطيع ان اصنع بك كهذا الفخارى يا خوافة ؟ هوذا كالطين بيد الفخارى ،
انت هكذا بيدى (أر 6:18)
بعدها ذهبوا للمغارة الثالثة ، ووجدوا فيها فرن عظيم حيث ينقى الذهب من كل زغل .. وكان يلقى فى الفرن ايضا احجارا، وعند خروجها اذ هى احجار كريمة تبرق كأنها اخذت لمعان النار داخلها.
رئيس الرعاة : "ان الذهب يمحص فى النار، والمرضيين من الناس يمحصون فى اتون الاتضاع.
ايتها الذليلة المضطربة غير المتعزية، هاأنذا ابنى بالأثمد حجارتك، وبالياقوت الازرق اؤسسك، واجعل شرفك ياقوتاً، وابوابك حجارة بهرمانية ، وكل تخومك حجارة كريمة"
ثم اكمل : "افضل جواهرى عبرت على اتون مصر"
مرت عدة ايام وهم يمكثون فى صحراء مصر، وفى اخر يوم هناك، رأت خوافة جميلة كانت تنمو وحيدة فى الصحراء.
فاقتربت منها وسألتها : "ما اسمك ؟ "
فأجابت ال : "اسمى مطيعة"
فكرت خوافة فى نفسها : " اذن، هذا هو السبب الذى من اجله احضرنى رئيس الرعاة الى هنا ، لا تعلم ارادته، من الان فصاعدا سوف اكون عبدتك المطيعة، وانحنت، واخذت حجرة من جانب ال، ووضعتها فى الكيس مع الاولى التى اخذتها من اول مذبح بنته.
  رد مع اقتباس