الفصل الخامس
المقابلة مع كبرياء
“لأن الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور"
منذ البداية ادركت خوافة ان الطريق اشد انحداراً مما كانت تتوقع،
لدرجة انها اضطرت ان تمسك بيد رفيقتيها كلما جاءت الى منطقة صعبة،
وفى كل مرة كانت تمسك بيد اى منهما، كانت تشعر بمرارة تجتاحها،
ولكنها ايضا كانت تختبر قوتهما فى رفعها الى اعلى بسهولة.
نرجع الان الى وادى المذلة ....
اكتشفت "عائلة الخوف" هروب خوافة منهم فثارت ثائرتهم، وارادوا ارجاعها بكل الوسائل الممكنة ..
واخيرا استقر رأيهم ان يبعثوا ورائها واحد من معارفهم .. "كبرياء" .. اختاروه لانه كان قوى ووسيم وجذاب ولانه لا يمكن ان يرجع بدون خوافة لان كرامته لا تسمح له بالهزيمة ابدا .
مرت ايام على خوافة منذ بداية رحلتها، وقد تقدمت تقدما حسنا الى ان ظهر كبرياء فجأة امامها .
تعجبت خوافة جدا من وجوده، لكنها لم تخف، بل ظنت انه سيتجاهلها كالمعتاد .. فإنه لم يكن يدنو منها، او حتى كان يحييها من قبل .
لقد كان كبرياء يتبعهم من بعيد منذ فترة ولاحظ ان رئيس الرعاة غير موجود لذا تشجع وتقدم وقال : كيف حالك يا خوافة ؟
" اهلا اهلا يا كبرياء " اجابت خوافة الساذجة بزهو وفخر ؟ فهى لم تعتاد على هذا الترحيب من كبرياء .
امسك "كبرياء" بيد خوافة لانها لم تكن تمسك بيد اشجان والام ، ثم قال : " خوافة لقد قطعت كل هذه المسافة حتى انبهك الى سخافة هذه الرحلة، اين كرامتك ؟!! هل تصدقين انه يحبك بحق ؟!! انت !! لم يحبك احد طوال حياتك !! اتخدعين نفسك ؟! هل تعرفين ماذا سيحدث
لك ؟! او اين سيقودك هذا (لا يقدر كبرياء ان ينطق باسم رئيس الرعاة) انه سيأخذك الى المرتفعات ويتركك هناك فى خزى "
حاولت خوافة المسكينة الهروب منه،
ولكنه كان يمسك يدها بقوة. فصرخت : " يا راعى اسرع واعنى، يا سيدى التفت لمعونتى"
وفى لحظة وجدوا رئيس الرعاة امامهم، ممسك بعصا هوى بها على رأس كبرياء الذى فر نازلا الجبل .
التفت رئيس الرعاة لخوافة وقال لها بحزم : " لماذا تركت كبرياء يتكلم معك ؟ لماذا تركت يد رفيقتاك ؟ لو كنت تمسكين بها ما حدث هذا ابدا "
تعلمت خوافة درسا لا ينسى .. ان التجاوب مع كبرياء فى اى حديث ستكون النجاة منه صعبة جدا .
اخذت تعرج بشدة اكثر من ذى قبل وشعرت بمرارة واشجان والام بصورة اعمق