الأب يوسف الإسقيطي
هو أب قديس من آباء البرية ترهب وهو صبى في الإسقيط، انتصر على الشهوات وتعلم حياة الفقه في سنى حياته المبكرة وكان حارًا في العبادة مداومًا على الصوم والصلاة والسهر، ضرب لنا مثالًا في كيفية استخدام هذه الأسلحة، وبنعمة المسيح المؤازرة له والاتكال عليه انتصر مشجعًا نفوسنا.
روى أن رجلًا من العلمانيين كان معه ابن فطيم، فذهب به إلى الإسقيط ولما طالت مدة إقامتهما هناك كبر الصبي ونشأ فرهبنة.. ، وحدث بعد رهبانيته بقليل أن بدأت الشياطين تحرك فيه الشهوة الرديئة، فقال لأبيه "إني ماض من ههنا إلى العالم لأني لست قادرًا على أن أصبر على هذا القتال الصعب"، لكن أباه عزاه وكان يطلب إليه ألا يمضى، لكن الشاب كان يعود إليه ويقول: "يا أبى لست قادرًا أن أقيم ههنا، اتركني أمضى" فقال له أبوه أخيرًا "أطعني يا ابني هذه المرة فقط وخذ معك ثمانين خبزة وخذ كذلك من الخوص ما يكفى لعملك مدة أربعين يومًا وامض إلى البرية الداخلية وأقم هناك إلى أن تفرغ من خبزك وعملك، وبعد ذلك لتكن مشيئة الله"، فأطاعه الحدث ودخل إلى البرية الداخلية، وأقام بها يتعب ويضفر الخوص ويأكل خبزًا يابسًا، فلما أتم عشرين يومًا ظهر له الشيطان في شكل سوداء.. وقال له أنا الذي أزرع في قلوب الناس الأفكار الرديئة وأجعلهم يشتهون.. لكن الله لم يتركني أخدعك وأسقطك في الهلاك، فشكر الشاب الله وعاد إليه أبيه قائلًا: "لست أريد أن أمضى إلى العالم يا أبى، لأني قد رأيت العدو وتأففت من رائحته(1).
_____
الحواشي والمراجع:
(1) عن بستان الرهبان.