حينئذ قال لهم الأب يوسف: تقووا في الرب وفي شدة قوته والتفتوا لذواتكم وتأملوا..! قد تأكدتم بأنفسكم إن عدونا يجول كأسد زائر راغبًا في أن يبتلع من يفترسه! فليترك كل واحد ماله على أخيه وتقووا بمحبة الرب يسوع واقتربوا إليه فيقترب إليكم وينهض لمعونتكم ضد عدوكم،وإذا لاحظتم روح آبائنا فإنى أؤكد لكم أن الشيطان لا يستطيع أن يضركم وأن البربر أيضًا سوف لا يأتون إلينا ولكن إذا توانيتم فصدقوني أن هذا المكان سوف يترك لكم خرابًا.
وكانت محبة الإخوة تزداد بعضهم لبعض وعاشوا في محبة وخوف الله.
وحدث بعد ذلك أن الأب يوسف أرسل أحد الإخوة ليستدعى الأب سلوانس والأب لوط، ولما علم هذان الأبوان بما حدث بين الإخوة شكرا الله، وكان لما حدث أثر بالغ في نفسيهما حتى إنهما لم يستطيعا أن يمنعا الدموع من أن تنهمر من أعينهما.. ، ومجد الجميع الله الذي لم يرفض الذين التجأوا إليه.. وأخذ الأب يوسف بعدئذ يكثر من افتقادهما وإرشادهما وتعزيتهما.
وفيما يختص بالقوانين والأوامر التي وضعها الإخوة بينهم وبين أنفسهم قد ساروا بموجبها تمامًا في يقظة واجتهاد كل أيام حياتهم في خوف الله وفي عيشة مرضية حتى يوم نياحتهم.