وقد شكا الأب سلوانس والأب لوط للأب يوسف عدم استطاعتهما الاستمرار في النمو في حياتهما الروحية في هذا المكان وأنهما يريدان أن يغادرا هذا الموضع، وقد قال الأب لوط أن أحد الضيوف وبخه قائلًا إنني لا أظن أنك راهب بالفعل؟ أجابهما الأب يوسف قائلًا: "ماذا تظنون؟! هل نستمر على هذه الحال أو أن نقوم من تراخينا ونلاحظ جيدًا وصايا الإنجيل وروح آبائنا ونعمل على تنفيذها. وصدقوني إن كنتم لا تطيعوني في ذلك فإني أرحل بعيدًا عنكم.
ولما قال الأب يوسف هذا الكلام على مسمع من الإخوة كان وقعه شديدًا عليهم ولم يستطع أحد أن يعلق بكلمة فحدث سكون لمدة طويلة وقام أحدهم ليقرع الجرس يدعو الرهبان الذين لما حضروا علموا ما قاله الأب يوسف وعرفوا مصدر حزنه وضيق نفسه وبدأ كل واحد منهم يبكته ضميره وأخيرًا قاموا بنفس واحدة وألقوا بأنفسهم أمامه قائلين: "سامحنا أيها ألأب من أجل محبة يسوع. حقًا لقد أغظنا الله بأعمالنا التي عملناها: وصنع الأب يوسف لهم مطانية أيضًا وقال لهم أن الله دعانا لكي ننال كمال الفضيلة، وأنا أرجوكم أن تأتوا وتصلوا معي وتتوسلوا إلى ألله لكي تجوز عنا قوات إبليس العدو، لأني كنت أراهم واقفين في غيظ يريدون الفتك بنا جميعًا إذا لم يقم الله وينهض لمعونتنا ويرحم شقاوتنا.