الأب يوسف يجتاز ضيقة شديدة(9)
حدث مرة أن رأى الإخوة الأب يوسف حزينًا ومتكدرًا للغاية فسألوه لكي يخبرهم عن سبب حزنه، ولكنه لم يحادثهم.. وابتدأوا يقولون لبعضهم: ماذا يا ترى الذي أحزنه؟ إننا قد مكثنا معه سنين كثيرة ولم نره من قبل في مثل هذا الحزن والألم -ربما نكون قد أحزناه بطريقة ما- حينئذ ضربوا له مطانية قائلين: "ربما نكون قد أغضبناك في أمر ما فسامحنا لأجل محبة يسوع".
فأجاب الشيخ وقال: "لا بل سامحوني أنتم أيها الإخوة فأنتم لم تخطئوا لي ولكنني متألم من ذاتي لأني أرى أنى في تأخر مستمر وأرجع للوراء. بدل من التقدم للأمام، أيضًا لأني أرى أننا في الوقت الحاضر نخسر أنفسنا أكثر من أي وقت مضى لأن التهاون وعدم الخوف قد تسلطا علينا، وقص عليهم ما كان الآباء يعملونه حينما كانوا يجتمعون معًا إذ كانوا يتجهون وينشغلون بقلوبهم في أمور الحياة الأبدية والمحبة تملأهم بعضهم نحو بعض، أما نحن فلست أعلم لماذا -طرأ علينا الاسترخاء حتى كثرت خطايانا (وأراد أن) وأكمل قائلًا إني متألم لأننا نعطى أنفسنا الكرامة ونرفع أنفسنا على حساب الآخرين وبالتالي نسلب الآخرين كرامتهم ونسيء إلى إخوتنا وليس هذا فحسب بل ونحو الضيوف الذين يأتون من العالم لزيارتنا- ولهؤلاء نكون حجر عثرة وسبب خسارة وذلك لأنهم يتخذوننا قدوة.