الأب يوسف كمرشد
* سأل الأب يوسف الأب سيسوى(3) قائلًا: كم من الزمن يحتاج الإنسان لقطع الآلام(4)؟ قال له الشيخ: "هل تريد أن تعرف متى تقطع الآلام؟، أجاب الأب يوسف وقال له "نعم" - قال سيسوى "ينما تتحرك فيك الشهوة اقطعها حالًا".
* كانت للأب يوسف حكمة خاصة في الإرشاد مثل الطبيب الحاذق المتدرب، وكان يعطى النصيحة لكل واحد حسب حالته الروحية واحتماله، لذلك، نراه في القصة التالية يعطى نصيحة للأب بيمين الشيخ الذي جاء يسترشد عن الأفكار الشريرة. سأله الأب بيمين قائلًا: ماذا يجب على أن أفعل عندما تحضر أفكار شريرة لذهني؟ هل أطردها أم أجابهها.
فأجابه الأب المختبر قائلًا: دعها تدخل وحاربها بنشاط وكأنه يقول له: لماذا تهرب من الجهاد وأنت رجل شيخ(5)؟!
ويبدو أن هذه الأفكار تكون غير متعلقة بشهوات الجسد، التي يجب طردها فورًا، وذهب إليه راهب آخر(6) وسأله نفس السؤال السابق فأجابه "لا تدع الأفكار تدخل إلى ذهنك بأي حال من الأحوال لكن اطردها فورًا"(7).
سمع الأب بيمين بنصيحة الأخ فمضى لوقته إلى الأب يوسف يسأله عن هذا الازدواج في النصيحة بشأن الأفكار. وقال له: "يا أبى لقد أعطيت إرشادًا مختلفًا عن أمر واحد بعينه لكن لماذا؟".