وزاد ذلك أعداءه: وحاولوا أن ينالوا من كرامته، ولم يكتفوا بذلك، بل حاولوا الاعتداء على حياته. وذات مرة، كلفوا أحد القتلة أن يخلصهم من ذلك الرجل الذي كانوا يبغضونه بغضا شديدا. وسمحت السماء بألا تساعد الظروف غضبهم كما كانوا يرغبون، إذ ندم القاتل واقترب من القديس والدموع تنساب من عينيه، وهو يقرع صدره معترفا بجريمته. فرد عليه القديس اغريغوريوس قائلًا: "ليغفر لك الله ذنبك، فإن صلاحه الذي حفظني يتطلب أن أعفو عنك. انك بين يدي الآن بسبب جريمتك: ولكنى لا أطلب منك شيئا واحدا، وهو أن تنكر الهراطقة وتهب نفسك بإخلاص لله"، كانت هذه الوداعة مدعاة لأن يربح الأسقف القديس أتباعا كثيرين، حتى من الأريوسيين. كانت الرقة التي يعامل بها أشد الناس عداوة له، يقرها الجميع ما عدا بعض المؤمنين الذين كانوا ينقادون وفقا لثورة الحماس غير الحكيم.