حكمته في مساعدة والده الأسقف: في المقال الذي تكلمنا عنه هنا، يمدح القديس اغريغوريوس كنيسة نزنيز من أجل وحدة أعضائها وتعلقهم بالإيمان الصحيح. وللأسف قد اضطرب حبل هذه الوحدة عند نهاية عهد يوليانوس. فقد وقع أسقف نزنيز (والد القديس) على خطاب كتبه أتباع الأريوسية السريين، كتب بعبارات مشكوك في صحتها وفعل ذلك من باب المجاملة لبعض الأشخاص الذين كان يرجو أن يدخلهم إلى حظيرة الكنيسة، ولكن هذا المسعى المتهور قد أعثر أتباعه، وقد رفض أكثرهم حماسًا، وبالأخص الرهبان، أن يتجاوبوا معه.
وإذ رأى ابنه العواقب الوخيمة التي عسى أن تكون وراء هذا الانقسام، جعل كل همه في وأده منذ البداية، واستطاع أن يقود الناس بمهارة حتى صالح تماما الرعية مع الراعي. وجمع في ذلك بين الحزم والوداعة، حتى أنه لم يعط بالا لضلالة أولئك الذين جروا والده إلى الخطأ حتى انتزعوا منه توقيعه مما جعل الناس يشكون في صحة إيمانه. وقد ألقى خطابا رائعًا بمناسبة إعادة السلا في كنيسة نزنيز.
وبعد وفاة يوليان ببعض الوقت وضع القديس كتابين ضد هذا الأمير المرتد عن الإيمان. وهو يتكلم فيهما بنفس القوة التي عول عليها الأنبياء عندما كانوا، بأمر الله، يوبخون الكفرة من الملوك على جرائمهم. وكان هدفه الوحيد هو الدفاع عن الكنيسة ضد الوثنيين، يكشفه ما كان عيه أكثر مضطهديه خطرا من الظلم والضلال والنفاق.