عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 07 - 2014, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,220

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديس أغريغوريوس الثاؤلوغوس بطريرك القسطنطينية

أما اغريغوريوس، فقد أراد أشخاص كثيرون أن يقنعوه بالمعيشة في القسطنطينية. كانوا يقولون له يمنك أن تنضم إلى هيئة المحامين أو تدرس البلاغة، وسوف تكون لك بذلك فرصة لإظهار مواهبك، فتتقدم سريعًا في العالم. ولكن لم تستطيع هذه الأحاديث أن تبهر القديس، وكان رده. انه ينظر إلى أبعد من ذلك، وأن هدفه ألا يعيش سوى لله.
عماد القديس وتجديد حياته: وكان أول ما فعله عند وصوله إلى نزينز أن يتقبل سر العماد من يد والده ومنذ ذلك الحين كرس نفسه كلية لخدمة الله. وقد قال: "لقد أعطيت كل ما لي إلى الذي أخذته منه، وقد أتخته وحده نصيبا لي، وكرست له كل أموالى ومجدي وصحتي ولساني ومواهبي. وكل الثمر الذي نلته من هذه المميزات يكمن في غبطتي باحتقار كل هذه الأشياء من أجل محبة الرب يسوع المسيح".
وإذا كان قد مات عن العالم وعن كل مسراته، لم يكن يتحمس إلا من أجل الأمور الإلهية. كان طعامه الخبز والملح. وكانت ملاسة رديئة، وكان يفترش الأرض الجرداء. كان يشغل نفسه أثناء النهار بأعمال مضنية، وكان يقضى جزءا كبيرا من الليل في الصلاة أو في التأمل في الكمالات الإلهية. وبدت له البلاغة الدنيوية التي كان قد درسها لمدة طويلة، وكذلك الأموال، كأشياء أحرى بها الاحتقار. وقطع الدراسات لكتب المعارف الدنيوية. وكتب فن البلاغة أيضا، تركها كما يقول هو نفسه فعبث بها الدود والعث. وما ضروب الكرامة في نظره إلا أحلام باطلة تغرى الناس، كان يحذر من الحفر التي يحفرها الطموح تحت أقدام عبيده لم ير فيه شيء يدل على تعلقه بالعالم وكأنه خارج العالم، وليس له من حديث سوى حديث السماء.
ولم يمنعه ذلك من الاهتمام ببعض الوقت بإدارة منزل والده وأعماله. وقد أختبر بأمراض قاسية. وكان اضطراب صحته نتيجة تقشفاته ودموعه التي كان باستمرار يسكبها بغزارة، حتى أنها كانت تمنعه أحيانا من النوم. كان يتهلل في اسقامه التي تعطيه الفرصة ليمارس النسك وإنكار الذات. كان يندد بمرارة بالضحك الكثير أيام شبابه، الذي كان مرده إلى طبعه المفرط في المرح. ومن كثرة معاركه، وصل إلى ضبط حركات الغضب الغير إرادية، وصار مالكا لنفسه لدرجة أنه أصبح لا يبالى بكل الأمور التي كانت فيما مضى أكثرها تقبلا عنده. ولقد جعلته صدقاته المستمرة أفقر الناس، وذهبت أمواله لكل الذين في حاجة كمثل البناء لكل الذين في البحر. وليس أحب إليه من العزلة والصمت. كان يئن للاضطرابات التي تجرها الرغبة في الكلام، ولتلك العادة الرديئة التي كانت لبعض الناس، يريدون لأن يجعلوا أنفسهم سادة الجنس البشرى.
  رد مع اقتباس