كذلك حياة الدهش التي ذكرها كتاب حياة الصلاة، تكون للذين يحيون حياة الوحدة، والخلوة مع الله كل الوقت. ولا تكون في وسط اجتماعات للوعظ يحضرها مئات من الناس، وتنتهي بأن يمنحهم قائد الاجتماع لمسة منه ليسقطوا على الأرض، فيفرحوا بذلك السقوط ويظنوا أنهم قد وصلوا..
ولا تكون لمن يتقدمون طالبين أن ينالوا الغيبة عن الوعي..! وإنما لمن يحيون حياة الصلاة بالروح التي توصلهم إلى هذا الوضع دون أن يطلبوه... ويتدرجون اليه بعد تدريب طويل على عمل الصلاة والوجود مع الله.. وبذلك يكون هذا الأمر درجة عالية يصلون إليها، وليس حادثًا طارئًا في اجتماع ما. أي لا تكون مجرد سقطة لإنسان يقوم منها توًا، أو بعد ثوان أو دقائق، ويرجع إلى حالته العادية التي كان فيها من قبل.. إنما هو مستوى روحاني لم يصل إليه إلا ندرة من أشخاص قلائل، غالبًا ما كان يراهم أحد وهم في ذلك الشعور الروحي، أو اللاشعور بما حولهم..
وحالة الدهش هذه لا تكون بوضع يد الغير.. إنما تكون بحالة القلب الداخلية. فالذين وصلوا إلى تلك الدرجة، ما كان إلى جوارهم أحد يضع اليد على رؤوسهم لأنها حالة لا يكون سببها تأثير خارجي من إنسان ما، إنما سببها تعلق القلب بالله تعلقًا ينسّيه كل ما حوله، كما قال الشيخ الروحاني "محبة الله غربتني عن البشر والبشريات" أي صيرتني غريبًا عنهم وعنها.. أما الذي يريد أن يسير في طريق جون ويسلي، ويقول أنه قدم لنا أربعين ألف عظة" فأنني أساله: ما معنى عبارة "قدم لنا"؟ أكنت يومًا يا ابني من أتباعه، وهل رأيت الآن نتائج ما اعتبرته مقدمَا إليك ومن له أذنان للسمع فليسمع.