ونأخذ من الإجابة الكاملة الوافية العبارات الآتية:
اعلم يا ابني أن هناك قاعدة منطقية تقول أن أنصاف الحقائق ليست كلها حقائق.. فنحن لا ننكر الدم في المغفرة.. ولكن لابد إلى جوار الدم نصنع توبة.. "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" هل يستطيع أحد أن يغفل أهمية التوبة..؟ وهل يمكن أن يخلّصك الدم بدون توبة..؟! فلا يجوز لهذا الواعظ أن يذكر نصف الآية الخاص بالتطهير بالدم، ولا يذكر الشرط القائل "إن سلكنا في النور.." كما أن الرسول يضيف بعد ذلك "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل إثم" إذن شرط التطهير بالدم هنا هو أمران: اعترافنا بخطايانا والتوبة بالسلوك في النور.
أما عبارة "أشكرك يا رب لأنك تعلن لي أنك تحب السيئين ستقبلني كما أنا.. ستمحو إثمي" فهي عبارة خاطئة تمامًا لأن الله لا يقبل السيئين كما هم في إساءتهم، إنما يقبلهم إذا تابوا كما قبل الابن الضال.. أنظر التعبير الأرثوذكسي الدقيق: "الذي يحب الصديقين ويرحم الخطاة الذين أولهم أنا" إذن الرجوع عن الخطية أمر أساسي لحياة الإنسان كما يقول الكتاب. ولعل أحد البروتستانت ممن يرددون أمثال هذا الكلام يسأل: هل أنا أخلص بالتوبة..؟ أم أخلص بالدم..؟ أقول له الخلاص بالدم بشرط التوبة وبدون توبة لا يمكن أن تخلص.. كثير من البروتستانت ينادون قائلين الخلاص بالإيمان.. وأنا أقول لهم: كلا يا أخوتي الخلاص هو بالدم ولكن الإيمان وسيلة أساسية.. وكما أن الإيمان شرط للخلاص بالدم كذلك المعمودية شرط، والتوبة شرط آخر، والرب يقول صراحة "من آمن واعتمد خلص" (مر16:16) لأننا نركز على أهمية الدم وفاعليته في كرازتنا لغير المؤمنين لأنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب12:9) لكن هذا الواعظ يكلم جماعة المؤمنين.. وهؤلاء يتوفر لديهم عنصر الإيمان،وهم أيضًا معمدون.. في روحياتهم يحتاجون إلى حديث عن حياة القداسة ومعرفة الله ومحبته، والنمو الروحي الدائم، وحياة النصرة، ومقاومة الفتور.. لماذا إذن إغفال كل ذلك والتركيز على الدم وحده..؟ ولماذا إغفال الحديث عن الكنيسة ودورها وعمل الكهنوت والأسرار..؟! ولماذا إغفال الأعمال الصالحة ولزومها للخلاص..؟ أليس الناس يموتون وأعمالهم تتبعهم..؟ وحينما تحدثهم عن الدم ألا نحدثهم عن التناول معه وأهمية ذلك لمغفرة الخطايا (مت28:26) وللثبات في الرب (يو56:6) وأهميته للحياة الأبدية (يو54:6).