أولًا: الصوم المسمّى "الصوم الكبير" فقد قيل عنه أنه للتمثل بالرب في صومه.. وإن استطاعوا أن يتمثلوا به في مبدئه إلا أنهم يعجزون عن التمثل به في نوعه فقد كان صومه هو انقطاعًا عن الأكل والشرب كل مدة الأربعين يومًا..
ثانيًا: الصوم المسمّى "صوم الرسل" فإننا لا نجد في كلمة الله بالمرة ذكرًا أن رسل المسيح اجتمعوا وصاموا صومًا متواصلًا لمدة شهر مثلًا.. وأي دخل للمؤمنين الآن في خدمة رسل وخدام جاهدوا لنجاح خدمتهم وضمان سلامتهم بصلوات وأصوام، وأكملوا سعيهم ورقدوا.
ثالثًا: الصوم المسمّى "صوم العذراء" فلم يأت في الكتاب قط ذكر لصوم صامته العذراء.. ولو فرض أنها صامت فطبعًا لظروف خاصة بها وقتها ولا دخل لغيرها بها، ولكن الحقيقة التي لا تنكر أن الذين يصومون صيام العذراء يصومون لها متعبدبن لها، تبركًا وتشفعًا بها لقضاء مصالحهم الزمنية..
رابعًا: الصوم المسمّى "صوم نينوى" فإنه ليس معروفًا لدى من يصومونه إن كان هو صوم يونان أو صيام نينوى.. فهل كان لدى يونان في بطن الحوت طعام ولم يأكله..؟ فليس هذا الصوم إذن هو صوم يونان لأن يونان لم يكن صائمًا وإن قيل هو صيام نينوى قلنا ليس في الكتاب ذكر لأن أهل نينوى صاموا ثلاثة أيام بل توجد إشارة إلى صومهم في اليوم الذي نادى لهم فيه يونان فقط، وإلى أن الله في ذات اليوم أصدر عفوه عنهم.. وبفرض أنهم صاموا ثلاثة أيام، ما دخل غيرهم بهم في ذلك..؟
خامسًا: صوم اليوم المسمّى "الجمعة الكبيرة" فيقال كان المسيح في مثل هذا اليوم متألمًا فلا يصح لنا نحن أن نكون فيه فرحين نأكل ونشرب قلن أن المسيح قال للواتي كن يبكين عليه "لا تبكين عليّ..."
سادسًا: الصوم الذي فرض قبل الأكل من عشاء الرب بحجة الاستعداد له، ولكن الرب نفسه تبارك اسمه رسم عشاءه بعد أن أكل وليمة عشاء الفصح.. قبل الأكل من عشاء الرب يجوز تناول الأكل العادي في البيوت"(193)