1) لا ضرورة للكتاب المقدس لأن الله نفسه يكلمهم، فقالوا: "ما نفع شدة التمسك بالكتاب وقولنا الكتاب المقدس. الكتاب المقدس. الكتاب المقدس.. فهل يستطيع الكتاب المقدس أن يعظنا؟؟ وهل كاف هو لتعليمنا..؟ ولو قصد الله أن يعلمنا بالكتاب لأرسل الينا الكتاب المقدس من السماء.. إنما نحن نستنير بالروح وحده، فان الله يكلمنا وهو نفسه يعلن لنا ما يجب أن نبشر به"(88) 2) لا داعي لمعمودية الأطفال، وعلى الناس أن يقبلوا المعمودية الصحيحة من أيديهم هم. 3) الويل للكنيسة الحالية، والعالم الحالي سينتهي وتقوم مملكة الله التي سيحكمها نيقولاوس سترخ: "ويلٌ. ويلٌ.. إن كنيسة يسوسها فاسدون كالأساقفة اليوم لا يمكن أن تكون كنيسة للمسيح.. فإن رؤساء المسيحيين المنافقين سوف يسقطون. وإنه في أثناء خمس سنين أو ست سنين أو سبع سنين يُدَمَر العالم، ولا يبقى منافق أو خاطئ حيًا.. وتطهر الأرض بالدم وحينئذٍ يقيم الله مملكة ويكون سترخ الحاكم الأعلى.. يوم الرب قريب ونهاية العالم قريبة.. ويلٌ. ويلٌ. ويلٌ.."(89) وقد تأثر برأيهم الكثيرين حتى أن فيليب ميلنكثون لاهوتي المحتجين اضطرب وعجز عن الحكم عليهم، فقال: "حقًا أن هؤلاء أرواحًا غريبة.. فلنحذر من جهة أن نُطفئ روح الله ومن جهة أخرى أن نتبع روح الشيطان"(90). وكارلستارت تأثر بحياة هؤلاء الأنبياء فأعاد التلاميذ إلى منازلهم ونصحهم بعدم التعلم والاشتغال بالزراعة لأن الإنسان يجب أن يأكل خبزة بعرق جبينه ولا طائل من العلم.. والمعلم جرجس معلم مدرسة الصبيان كفَّ عن التعليم بحجة أن سترخ ورفقائه وهم صناع قد فاقوا العلماء وصاروا من الأنبياء. والملك فريدريك انخدع من هؤلاء الهراطقة، وقال: " أيوجد أنبياء ورسل في سكسونيا كما وجد في أورشليم.. إن ذلك لأمر عظيم، وأنا عامي لا أقدر أن أحكم بإثبات ذلك ولا بنفيه.. وأحب إليَّ أن أحمل عكازًا وأنزل عن عرشي من أن أحارب الله"(91) وكان نتيجة هذه البدعة انتشار التشويش والخراب في مدينة فيتمبرج كما رأينا من قبل بقيادة توما منزر التي انتهت حياته بالقتل هو وآلاف من تابعيه.