2- السجن لمن لا يحضر الكنيسة:
وهكذا يحدث عندما يصبح كلفن الحاكم بأمر الله،ويتناول هذه الحقيقة القس لبيب في حديثة التصوري مع كلفن، فيقول:
"قد سمعت انك كنت مختصًا بتنفيذ قوانين تتصل بلزوم حضور اجتماعات الكنيسة وحضور الأولاد لمدارس الأحد وإلا حكم عليهم أحيانا بالسجن"(70).. وفي النهاية يوافقه كلفن على هذا..
3- المداخن والمراحيض وطبيب الأسنان:
يستكمل القس لبيب حديثه:
"كما كلفت بالإشراف على تنظيف المداخن والاهتمام بوجود المراحيض في البيوت ونظافة الشوارع.. وقد اندهشت إذ سمعت انه لم يُرَخَص لأول طبيب أسنان بممارسة المهنة إلا بعد أن امتحنته بنفسك.. سمعت أن القس كلفن راعى كنيسة جنيف كان مسئولًا مدنيًا عن وضع القوانين الصارمة وتنفيذها..!! قال كلفن: إني لا أذكر بالضبط كل ما تم لكننا كنا نقوم بحركة إصلاح تتصل بالمسيحية العقائدية والمسيحية الاجتماعية.. كنا في أول عهد الإصلاح.. كنا مضطرين أن نسلك السبيل الذي سلكناه وهكذا كل إصلاح يبدأ مشوشًا ولكنه يومًا فيومًا يستقر ويهدأ وينتظم.. كانت الثورة الدينية تتجه نحو الإصلاح ووضع أمور الدولة في الأيدي الأمينة.. كان لابد من قوانين صارمة، ربما تطرفنا بل ينبغي أن أعترف إننا تطرفنا، تطرفنا في وضع القوانين.. حتَّمنا أن يحضر أعضاء الكنيسة إلى الاجتماعات الدينية، حتَّمنا حضور الأولاد والبنات إلى اجتماعات مدارس الأحد، ووضعنا العقاب الصارم على كل من يخالف.. كتبنا بنود الإيمان التي يجب أن تؤمن بها الكنيسة، ولكننا تطرفنا في وضع بنود القصاص لمن يخالف"(71)....
"ولم يُرخَص لأول طبيب أسنان في جنيف بمزاولة المهنة إلا بعد أن قام كلفن شخصيًا بامتحان مهارته"(72).