الهروب إلى بازل:
كان جون على علاقة قوية مع زميل الدراسة الواعظ الكاثوليكي الشهير "نقولا كوب" ابن الطبيب الخاص لملك فرنسا.. وفي إحدى المرات وقف نقولا كوب يعظ في كنيسة الماتورين ووجَّه هجومًا عنيفًا ضد الكنيسة الكاثوليكية التي ترفض الحوار مع الخارجين عنها، وتستخدم أسلوب القمع بالسيف والنار لإسكات أصواتهم.. وقد اختار كوب المكان والزمان لإلقاء عظته الهجومية هذه.. فقد ألقى عظته في جامعة باريس التي تجمع أكثر علماء الكاثوليكية تعصبًا، وتعتبر مركزًا لصد هجمات البروتستانتية.. أما الزمان فكان أول نوفمبر 1533م حيث يوافق الذكرى السادسة عشر على تعليق لوثر احتجاجاته الخمسة والتسعين على باب كنيسة فيتمبرج.. وعقب العظة أحس نقولا بالخطر فهرب إلى مدينة بازل الألمانية المدينة الحرة التي لا تخضع لسلطان الكنيسة الكاثوليكية، وسريعًا تبعه جون كلفن الذي شعر أيضًا بالخطورة على حياته، ولاسيما أنه هو الذي كتب العظة لنقولا كوب.. ويصف جون هروبه إلى بازل وقد فقد شجاعته، فيقول:

" فكرت في الهروب في الحال.. هل أخرج من الطريق العام..؟ لاحظت أن هناك من يحوم حول المكان.. عُدتُ إلى غرفتي.. ومن النافذة الخلفية تدليت إلى المزارع المتصلة بأرض الجامعة، وجعلت أركض.. أركض.. وقد قضيت طول الليل نائمًا في العراء.. ووصلت إلى أقرب مدينة واستأجرت هناك بغلًا لينقلني خارج حدود فرنسا.. إلى بازل"(65)..