6- الراهب المُحطم الحزين:
يصف مارتن حالته النفسية قائلًا:
"لقد رأى الآخرون في حياتي مظهرًا عظيمًا للقداسة على أنها لم تكن واضحة في عيني فقد كنت محطمًا وحزينًا "(25)...
" لا بأس بحالتي الجسمية ولكن نفسي تتعذب.. إن نوبات اليأس تجتاحني، وعواصف القنوط قد انهالت علىّ.. لقد فقدت الرجاء في المسيح إلى النهاية "(26).
7- الراهب والشياطين:
كان مارتن يُبصر الشياطين تحيط به فلم يقوى على انتهارهم كما كان يفعل القديسين ولكنه فقد سلامه وتعرض للفشل:
"وكم من الليالي قضى وهو راكع على البلاط يصلي للقديسين لكنه ما أفاد شيئًا رغم أنه أصاب جسمه الهزال وعقله الشطط فكان يرى أرواحًا وشياطين تحيط به.. لقد كان يسعى للحصول على سلام الله بمجهوداته وبره ومع ذلك لم يحصد إلا الفشل"(27).
8- الراهب الثائر ضد الله:
وفي أحد الأيام لاحظ يوحنا ستوبيز وجه مارتن عابسًا فسأله عن السبب فأجاب مارتن بأن السبب هو خوفه من عِقاب الله بسبب خطاياه.. عندئذٍ شخَّص الراهب المُختبِر حالته وقال له:
"ليس الله هو الغاضب عليك أو الثائر ضدك بل أنت الغاضب والثائر ضد الله"(28).
9- الراهب الذي يكره الله البار:
وصل الحد بمارتن إلى كراهية الله البار لأنه وضع في نفسه أن الله البار لابد أن ينتقم من الخطاة والأثمة، فيقول:
"لم أستطع أن أحب هذا البار المُنتقم بل كرهته.. وكنت أقول لنفسي ألم يكتف الله بأن يحكم علينا بالموت بسبب خطية آبائنا؟ ألم يعذبنا بناموسه القاسي علينا حتى يضيف إلى آلامنا آلامًا أُخرى بإنجيله الذي يعلن لنا فيه بره وغضبه وثورته"(29).