في جامعة ارفورت:
وفي الثامنة عشر في شهر مايو سنة 1501م، أخذ مارتن طريقة إلى جامعة ارفورت حيث درس الفلسفة والعلوم الأخرى بجانب دراسته للكتاب المقدس، وعكف على القراءة حتى أن أصدقاؤه لقبوه بمارتن الفيلسوف.. كان موقفه من الدين متناقضًا، فهو يُحب الأمور المتعلقة بالدين، بينما يَرهَب الله جدًا ويتصوره كديّان قاس وقاض مخيف، ولهذا أصبح يرتعب من الموت.. وظَل شبح الموت يحاصره في كل مكان ولاسيما أنه تعرض لبعض الأحداث الصعبة، مثل:
1) موت أحد أصدقائه بمرض خطير.
2) اغتيال صديقه ألكسيس في ظروف غامضة.
3) سقوطه في حفرة أثناء عودته من الجامعة إلى منزله بمانسفلد سنة 1503م وتعرضه لنزيف حاد.. فأخذ يُصلى صلاه حارة للعذراء مريم التي كان يفضل أن يصلي لها دائمًا، فالعذراء لا تثير مشاعر الخوف والرعب في نفس مارتن مثل الله الذي يخشاه.
4) في 2 يوليو سنة 1505م وأثناء ذهابه إلى ارفورت وفي غابة ستوترنهايم.. عاين الموت.. حيث أخذ الرعد يُدْوِي والبرق يبرق وانقَضَّت صاعقة من السماء عبارة عن لسان من النار بمقربة منه.. واشتدت العاصفة حتى اقتلعت شجرة ضخمة من جذورها وسقطت أمامه، فسقط على الأرض وشعر أنه قاب قوسين من الموت.. فصرخ لله وتشفع بالقديسة حنة أم العذراء مريم ونذر نفسه، قائلًا: "يا قديسة حنة.. إذا أنقذتني سأكون راهبًا بقية حياتي "(20).