غياب الوعي الأسري
ثانيا: غياب الوعي الأسرى:
- في سؤال الكاتب محمود فوزي للواء محمود وجدي: كمواطن مصري وكمثقف... ما هي رؤيتك لحل هذه الواقعة؟
ج: الحل يكمن في عوامل كثيرة... فهناك الأسرة والمدرسة... وأهم شيء هو سؤال الأب والأم لأبنائهم ومتابعتهم بصفة دورية... وألا نترك لهم الحبل على الغارب... الذي لفت نظري بالطبع هو أن اغلب الشباب الذي انخرط في هذا الفكر المتطرف يعانى من التفكك الأسري آي أن الأب منفصل عن الأم، والأم متزوجة من أخر، والأب متزوج من أخرى" [ص 50 عبدة الشيطان.. القدر المشئوم].
الأب المشغول في أمور ذي الحياة ظانا أن مسئوليته تقتصر على توفير المورد المالي الكافي لأسرته... يعطى أبنائه النقود والسيارات ولا رقيب...
الأم المنشغلة في إطعام أبنائها وتسمينهم ودراستهم فقط...
صدقوني أن مثل هذا الأب ومثل هذه الأم هما مدانان أمام الله... أين الوعي الأسرى بالأبناء؟ وأين الاهتمام بالاحتياجات الروحية لهؤلاء الأبناء؟ وأين العين المفتوحة عليهم؟ وأين القلب المفتوح إليهم؟ أين الإحساس بهم، والحوار معهم، والصلوات من أجلهم؟
حقا أن طبيعة الحياة في جيلنا الحاضر اختلفت تماما عن الأجيال السابقة، فالسرعة الجنونية قد طغت على كل شيء، ووسائل الإعلام المتنوعة والمثيرة من تليفزيون وفيديو ودش وانترنت سلبت الإنسان وقته وجهده واستنفذت حياته حسرة على الكيان الأسرى الذي فقد قوامه، وأصبح فقيرا معدما للحب الأسرى!!.. واحسرتاه! على الدفء الأسرى الذي أصبح باردا كبرودة الثلج!!
هب يا ربى يقظة لكل أسرة تائهة في خضم هذا العالم... أنقذنا من أمواجه العاتية لئلا تسلم هذه الأمواج الهادرة فلذات أكبادنا إلى الشيطان... ومتى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض؟