16- الجحيم:
في الفصل 135 يضع الكاتب تصويرًا للجحيم ذات السبع دركات: "المتكبر أي الأشد ترفعًا في قلبه سيزج في أسفل دركة مارًا في سائر الدركات التي فوقه ومكابدًا فيها جميع الآلام الموجودة فيها.. يوضع تحت أقدام الشيطان وشياطينه فيدوسونه كما يداس العنب عند صنع الخمر وسيكون أضحوكة وسخرية للشياطين، والحسود.. يهبط إلي الدركة السادسة وهناك تنهشه أنياب عدد غفير من أفاعي الجحيم. ويخيل له أن كل الأشياء في الجحيم تبتهج لعذابه وتأسف لأنه لم يهبط إلي الدركة السابعة..أما الطماع فيهبط إلي الدركة الخامسة.. وسيقدم له الشياطين زيادة في عذابه ما يشتهي. فإذا صارت في يديه اختطفته شياطين أخري بعنف.. أما الدركة الرابعة فيهبط إليها الشهوانيون.. وهناك تعانقهم الأفاعي الجهنمية.، وأما الذين قد زنوا بالبغايا فستتحول كل أعمال هذه النجاسة فيهم إلي غشيان جنيات الجحيم اللواتي هن شياطين بصور نساء شعورهن من أفاع وعيونهن كبريت ملتهب وفمهن سام علقم وجسدهن محاط بشصوص مريشة بسنان شبيهة بالتي تصاد بها الأسماك الحمقاء (وهل الأسماك حمقاء؟!) ومخالبهن كمخالب العقبان وأظافرهن أمواس ويهبط إلي الدرجة الثالثة الكسلان.. هنا تشاد مدن وصروح فخيمة ولا تكاد تنجز حتى تهدم توًا لأن ليس فيها حجر موضوع في محله.