4-صرَّحت النبؤة بموت الإسكندر فجأة وهو في ريعان شبابه " ويقوم ملك جبار ويتسلَّط تسلطًا عظيمًا ويفعل حسب إرادته. وكقيامه تنكسر مملكته وتنقسم إلى رياح السماء الأربع" (دا 11: 3-4) وفعلًا بعد موته انقسمت مملكته إلى أربع ممالك:
أ- مصر وليبيا والعربية وفلسطين، ومَلَكَ عليها بطليموس لاجوس.
ب- بابل وميديا وسوريا وفارس ومقاطعات شرق نهر الهندوس ومَلَكَ عليها سلوقس نيكاتور.
ج- آسيا الصغرى وتركية الأوربية وملك عليها ليسيماخوس.
د- مكدونية واليونان وملك عليها كاسندر.
وعندما تأكد بروفورس أحد نقاد الكتاب المقدس القدماء من تطابق نبؤات دانيال الخاصة بالإسكندر الأكبر والممالك الأربعة مع الواقع قال أن هذه النبؤات كُتِبت مؤخرًا بعد حدوث الأحداث المذكورة، فهى تأريخ لأحداث ماضية وليست نبؤات لأمور مستقبلية، فرد عليه القديس ايرونيموس بحكمة قائلًا هذا الكلام في حد ذاته شهادة للحق نفسه، لأنه من دقة وإعجاز النبؤة انه بدى له ما قاله، فهذه شهادة للنبي لا عليه. أما تواريخ الأنبياء ومتى وُجِدوا ومتى تنيحوا؟ فهى معروفة جيدًا لأصغر تلميذ، مهما حاول ذوو الأغراض والهوى والتضليل والخداع، وبذلك (أي بمعرفة تواريخ الأنبياء) يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الأقوال سابقة أم لاحقة على تحقيقها " (40).