13- وتحققت النبؤات بأن بابل ستظل خرابًا إلى الأبد لا يسكنها إلاَّ بنات أوى ولا يقيم فيها إعرابي ولا راعى.. لماذا؟ لأنه نتج عن تحويل النهر البرك والمستنقعات، ولم تعد أرضها صالحة للزراعة فلا تنمو فيها حتى الأعشاب التي تجذب الرعاة إليها.. لقد حدث ما صوره أشعياء النبي تمامًا وتصير بابل بهاء الممالك وزينة الكلدانيين كتقليب الله سدوم وعمورة لا تعمَّر إلى الأبد ولا تسكن إلى دور فدور ولا يخيم إعرابي ولا يربض هناك رعاة. بل تربض هناك وحوش القفر.. وتصيح بنات آوى في قصورهم.." (اش13: 19-22) وبحسبما تنبأ أرميا النبي أيضًا " وتكون بابل كومًا ومأوى بنات آوى ودهشًا وصفيرًا بلا ساكن.. لا يسكن فيها إنسان ولا يعبر فيها ابن آدم" (اش 51: 37-43) وبعد أن تهدمت بابل ومع الزمن سقطت أسوارها العظيمة حتى إنه عندما زارها "استرابو " في حكم أوغسطس قيصر (27 ق.م. - 14م) قال "لقد صارت المدينة العظيمة صحراء " (36).. لقد تحققت النبوات تمامًا "هكذا قال رب الجنود أن أسوار بابل العريضة تُدمَّر تدميرًا وأبوابها الشامخة تُحرَق بالنار" (ار51: 58) وفي سنة 1956 كتب أندريه بارو في كتابه بابل والعهد القديم يقول "فبُعد المدينة قليلًا عن بغداد، ويتدفق إليها كثيرون من السياح كل يوم تقريبًا، وبصورة عامة يخيب ظنهم كثيرًا وبصوت واحد تقريبًا يقولون إنه لا يوجد شيء لرؤيته " (37) وآخر هذه المحاولات ما قام به صدام حسين في منتصف سنة 1980 إذ أراد أن يقيم المدينة ثانية ويجعلها منتجع سياحي، ووضع الخطة كاملة لإقامة الفنادق وإنشاء الشوارع والمتنزهات وكان المال متوفرًا لتنفيذ الخطة، ولكن في شهر سبتمبر من نفس العام اشتعلت الحرب بين العراق وإيران التي استمرت سنوات طويلة، وبعدها حدث غزو العراق للكويت. ثم استرداد الكويت منه، وضربه وفرض الحصار عليه فصارت الخطة في طيّ النسيان.