ثالثًا: الغزوات في الإسلام:
1- لماذا يقبل النُقَّاد المسلمون الغزوات الإسلامية بصدر رحب بينما يهاجمون حروب يشوع بضراوة؟.. قاد الرسول وأصحابه 82 غزوة، قُتل فيها الكثير من الأسرى، فمثلًا عندما حاصر الرسول بني قريظة، وأبدوا استعدادهم للإستسلام على أن يحكمهم أسعد بن معاذ " فحكم أسعد بن معاز فيهم بحكم رسول الله، وهو أن تُقتل الرجال، وتقسَّم الأموال، وتسبى الذراري والنساء، فأمر بهم الرسول فسيقوا جماعات إلى موضع سوق المدينة حيث حُفرت لهم خنادق، ثم أمر الرسول فضربت أعناقهم في تلك الخنادق، وبلغ عدد القتلى منهم ما بين 600 و700 يهودي"(37).
وجاء في صحيح البخاري " باب قطع الشجر والنخيل. وقال أنس أمر النبي (صلعم) بالنخل فقُطع. حدثنا موسى بين إسماعيل حدثنا جويرية عن نافع عن عبد الله رضي الله عن النبي (صلعم) أنه حرق نخل بني النضير وقطع وهي البؤيرة، ولها يقول حسان:
وَهَانَ على سَرَاةِ بِني لُؤَيٍ حريقُ باليُويرة مستطير"(38)
فعجبًا لهؤلاء النُقَّاد الذين يكيلون بمكيالين!!
ويطول الحديث جدًا حول قسوة تلك الغزوات، ويكفيك يا صديقي أن تطلع على بعض الكتب التي تتناول هذا الموضوع بصدق مثل كتاب الحقيقة الغائبة للكاتب الكبير فرج فودة، فقد ذكر ثروات خمسة من كبار الصحابة المُبشَرين بالجنة، فقال " كان لعثمان بن عفان عند خازنهُ يوم قُتل ثلاثون ألف درهم وخمسمائة ألف درهم وخمسون ومائة ألف دينار فانتهبت وذهبت.. كانت قيمة ما ترك الزبير واحد وخمسين أو أثنين وخمسين ألف ألف.. وسعد بن أبي وقاص.. ترك يوم مات ألف وخمسين ألف درهم.. قيمة ما ترك طلخة بن عبيد الله.. ثلاثين ألف ألف درهم.. ترك عبد الرحمن بن عوف.. وكان فيما ترك ذهب قُطع بالفؤوس حتى مَجُلت أيدي الرجال منه"(39).. فأنظر يا صديقي إلى تواضع حالتهم في الجاهلية وثرواتهم هذه!!.. كم من النفوس قُتلت في سبيل جمع هذه الثروات؟! ويكفي أن نشير إلى ضحايا حروب الردة، فقد قتل خالد بن الوليد من بني حنيفة المرتدين فقط واحد وعشرين ألف رجل(40) وفي موقعة اليرموك قتل خالد بن الوليد مائة وعشرين ألفًا من الجيش البيزنطي (راجع الصبري جـ 4 ص 23400 إلخ.