عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 07 - 2014, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,450

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كيف يأمر الله يشوع بذبح الأطفال والنساء والشيوخ، وحرق المدن والديار، وقتل الحيوانات؟

وجاء يشوع يحمل سيف العدل الإلهي، جاء يحمل الأمر الإلهي " حرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف.. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها" (يش 6: 21، 24) ونفذ يشوع وشعبه الأمر الإلهي " ضربوا كل نفس بها بحد السيف. حرّموهم. ولم تبقَ نسمة. وأحرق حاصور بالنار. فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف. حرَّموهم كما أمر موسى عبد الرب" (يش 11: 11، 12).. حقًا ما أبشع هذه الصورة؟!
سيف ودماء.. حريق ونار.. خراب ودمار.. سيف لا يفرق بين رجل وامرأة، شيخ وطفل.. سيف تسلط على الناس والحيوان.. أريحا تحترق بكل من فيها وبكل ما فيها، حتى الثوب الشنعاري الذي أراد أن يفلت من الحريق، إجتذب معه من أمسك به مع أولاده ومواشيه واحترق الجميع.. عاي تحترق بكل ما فيها.. حاصور رأس ممالك الشمال تحترق.. ألسنة اللهب ترتفع هنا وهناك، وليس من يخمدها، لأن الموت ساد وتسلط، وأصبح سيد الموقف وماتت الحياة.. ما أرعب هذا المنظر..؟! وهنا لابد أن نشير لأمرين؟
أ - هذه جزئية من الصورة وليست كل الصورة: فأريد أن أضع بجوار أريحا وعاي وحاصور المدن الثلاث التي أحرقها يشوع، مياه الطوفان التي فاضت، لا لتطفئ تلك الحرائق المشتعلة، إنما لتقضي على الحياة في العالم، كل العالم، حتى أنه لم يعد هناك كائن حي على وجه البسيطة (باستثناء نوح وأسرته) لا إنسان ولا حيوان ولا حتى طير في السماء، فقد أكتسح الطوفان كل شيء.. حروب يشوع كانت قاصرة على منطقة صغيرة من العالم، ومن قُتل وأُبيد عدد قليل، فكان التركيز على الجيوش والملوك، أما الشعوب فظلت قائمة تنمو وتمتد، وتعود فتسيطر على الأرض وتحكم قبضتها على شعب الله. أما الطوفان فقد نجح في إعادة الأرض إلى حالتها الأولى مغمورة بالمياه، كجنين في بطن أمه، وكأن الله لم يفصل بعد اليابسة عن الماء.. أليس ما خلَّفه الطوفان لهو أقسى مئات المرات من حروب يشوع؟!
ولا أحد يقدر أن ينكر هذا الحدث، لا اليهودي لأن جاء ذكره بالتفصيل في التوراة، ولا المسيحي لأن جاء ذكره في الكتاب بعهديه، ولا المسلم لأن القرآن أقرّه في سوُّر القمر 11، 12، والأعراف 64، ويونس 63، والعنكبوت 140. إلخ وليست أديان التوحيد فقط التي ذكرت ذاك الحدث المآسوي، إنما العلم أيضًا يحكي لنا قصة الطوفان الشامل، ولم يحتج ولم يعترض أحد من النُقَّاد.. فلماذا يعترضون على حروب يشوع؟!
وأريد أيضًا أن أضع بجوار أريحا وعاي وحاصور، تلك النيران التي إنحدرت من السماء، ربما كانت حجارة ملتهبة لبركان ثائر، فقلبت سدوم وعمورة بكل من فيهما، وبكل ما فيهما، ولا أحد يقدر أن يُنكر حقيقة الحدث، فقد جاء ذكره في الكتاب المقدَّس بعهديه، وذكره القرآن في سوُّر هود 182، والعنكبوت 34، والأعراف 840. ولا يحتج على العدل الإلهي، ولا يدافع عن هؤلاء الأشرار الذين أرادوا إغتصاب الملاكين، إلاَّ محبو الرذيلة.
ب- من الذي صنع هذه الصورة؟.. لم يصنع هذه الصورة الله ولا الملائكة، إنما هي من صنع الإنسان الذي توَّغل في الشر.. إنها صورة بشاعة الخطية.. صورة الشر يأكل نفسه.. الشر صورة مياه الطوفان.. صورة نار سدوم.. صورة سيف يشوع.. الحروب والأوبئة والكوارث.
  رد مع اقتباس