وكان من نصيب هارون {كل محرَّم في إسرائيل}(عد 18: 14، خر 44: 29) وقد أمر الرب شاول الملك: {الآن أذهب وأضرب عماليق وحرَّموا كل ما له ولا تعف عنهم بل أقتل رجلًا وامرأة. طفلًا ورضيعًا. بقرًا وغنمًا. حملًا وحمارًا} (1 صم 15: 13) ولكن {عفا شاول والشعب عن أجاج وعن خيار الغنم والبقر والثُّنيان والخراف..} (1 صم 15: 9) وبرَّر شاول هذا العصيان والتمرد على الرب بأن الشعب أخذ {من الغنيمة غنمًا وبقرًا أوائل الحرام لأجل الذبح للرب} (1 صم 15: 21) فكان جواب صموئيل الجازم: {هوذا الإستماع أفضل من الذبيحة. والإصغاء أفضل من شحم الكباش} (1 صم 15: 22) وقال الرب لآخاب ملك إسرائيل بعد أن عفا عن بنهدد ملك إبرام: {لأنك أفلتَّ من يدك رجلًا قد حرَّمته تكون نفسك بدل نفسه} (1 مل 20: 42)"(21).
ونذرْ الحرم عُرف منذ العصور القديمة، فالمدينة التي يصعب الإستيلاء عليها كان المقاتلون يقسمون بتحريمها، أي تدميرها بكل من فيها وما فيها، ويقول " الأب سهيل قاشا": "وهناك نذر " الحرم " أي: تقويض كل مدينة تسقط في يد العدو بدلًا من نهبها، فمن الغرابة كل الغرابة أن قبائل مُعدَمة تؤثر الحرمان مما غنمته على التلذذ والتنعم به. ولكن هذه الغرابة تزول متى عرفنا، بفضل الاكتشافات الحديثة أن " الحرم " تقليد طقسي دارج في كل مكان من عهدٍ لا يُعرَف بدؤه، وما وُجِد من آثار حريقة من أنقاض مدينة أريحا، ألاَّ يكون نتيجة تدمير المدينة على يد يشوع بن نون"(22)(23).