ويعلق" د. محمد بيومي " على قول الكتاب بأن الله يحارب عن شعبه إسرائيل فيقول عن الله " وهو مستعد أن يرتكب في سبيل انتصار شعبه من ضروب الوحشية وما تشمئز منه نفوسنا.. ويأمر شعبه بأن يرتكبوا هم هذه الوحشية، فهو يذبح أممًا بأكملها راضيًا مسرورًا عن عمله"(7).
ويقول " زينون كوسيدوفسكي": "فيهوه المُتحلي بمعالم وملامح إله الحرب القاسي الذي لا يرحم، يأمر أتباعه ألاَّ يرأفوا بالأطفال ولا بالنساء ولا حتى بالحيوانات. فحسب القَسَم الحربي الذي بين تعاليم وقوانين سفر التثنية، لم يترك الإسرائيليون حجرًا على حجر في المدن التي أحتلوها حتى الغنائم النفيسة كان مصيرها الحرق بالنار، وإذا ما سولت نفس أحد الإسرائيلين له بمخالفة القانون الإلهي وأخذ جزء من الغنيمة، فإن مصير ذلك الشخص الحرق أيضًا"(8).
ويعلق " ناجح المعموري " على إبادة يشوع لأهل عاي البالغ عددهم إثنى عشر ألفًا فيقول: "الصورة واضحة للبربرية اليشوعية، وهي تجسيد لقرار الرب يهوه، وحقق بها ومن خلالها يشوع إثارة الخوف والرعب في نفوس سكان المدينة الكنعانية، وكان لأفعال الإبادة والحرق التي أجراها يشوع في أريحا وعاي تأثيرها النفسي الهائل على السكان"(9).
ويقول " ناجح المعموري": "وفي كل الإجتياحات كان الرب يهوه، هو الذي يُسلّم الممالك إلى أيدي الإسرائيليين.. هذا الحجم من الإبادة الجماعية والذي تعترف به التوراة يقدم تعطش العبران اليهود إلى القتل الجماعي، حيث كان يعني تحقق الانتصار لهم على واحدة من الممالك قتل جميع سكانها رجالًا ونساء. والسؤال هل تناسى العبران هذه المجازر وظلوا يتذكرون الهولوكست"(10).