الفراغ والبطالة
قد يعاني بعض الشباب من الفراغ الفكري، حيث لا يهتم بالمعرفة البناءة والثقافة العامة، وبالتالي فإن حكمه على الأمور لا يكون سليمًا، وقد يعاني البعض من الفراغ الوجداني، حيث لا يشعر بمحبته لأسرته ولا بولائه لوطنه، وقد يعاني البعض من الفراغ الجسدي حيث لا يجد العمل الذي يشغله ويستوعب طاقاتهولا سيما بالنسبة للشباب الذين أنهوا دراستهم وخدمتهم العسكرية ويعانون من البطالة التي تبعث في نفوسهم السأم والملل واليأس والإحباط والهموم فيعيش الإنسان في توهان، وقد يبحث عن وسيلة تسلية فيشاهد التليفزيون حتى يمل منه سريعًا، فإن لم يعرف كيف يستغل وقته حسنًا بدراسة أخرى مثل دراسة الكمبيوتر أو يؤدي خدمة للأسرة والكنيسة والمجتمع، فقد ينجرف نحو الجلوس على القهاوي، واللف في الشوارع، وهذا وذاك يحمل في طياته خطورة السقوط في الإدمان.
وقد يدفع الفراغ الإنسان إلى الشللية وكثرة المشاركات في المناسبات التي لا تخلو من المعاثر، وقد تكون التجربة الأولى لتعاطي المخدرات في إحدى هذه المناسبات كنوع من الفرفشة والترويح عن النفس، والإنسان الذي يعاني من الفراغ ولا يشعر بأن حياته لها قيمة يكون ارتباطه بالمخدرات أقوى.
ويرتبط الإدمان دائمًا بالناحية الاقتصادية، ومع موجات البطالة التي يعاني منها الشباب، ولا سيما بعد تخصيص القطاع العام والاستغناء عن عمالات كثيرة، فإننا نجد نسبة البطالة في ازدياد مطرد، ولذلك نستطيع أن نتوقع في السنين المقبلة زيادة نسبة الإدمان.
وهنا تجد الكنيسة نفسها أمام مسئولية جديدة، وهي محاولة التوفيق بين الباحثين عن العمل وأصحاب العمل من أصحاب المصانع والمشاريع.