ولكننا مع ذلك لا نقول إن كل شيء قد ضاع وتلاشى ومات.. بل أنه مات عن الله، ولكنه ظل حياً بالنسبة إلى طبيعته.. فها عالم البشر كله كما نراه، يسعى في الأرض، يشتغل ويعمل.. ولكن الله ينظر إلى أفكارهم وتصرفاتهم فيصرف النظر عنهم وليس له شركة معهم، لأنهم لا يفكرون فينما يُرضي الله، وكما أن الأتقياء إذا مروا أمام البيوت ذات السمعة القبيحة، والأماكن التي تُرتكب فيها الفحشاء والفسق، فإنهم ينفرون منها ويرفضون مجرد النظر ناحيتها – لأن هذه الأمور هي موت في نظرهم – هكذا فإن الله يغض النظر عن أولئك الذين تمردوا على كلمته وعصوا وصيته فتعبر عينيه عليهم ولكنه لا يكون في شركة معهم .. ولا يستطيع الرب أن يجد راحة في داخل أفكارهم.. ] ( القديس مكاريوس الكبير – العظة 12 : 1 – 2 ، صفحة 114 و 115 )