______________
6 – خلاص الله الحلو
خلاصة ما قلنا سابقاً: رأينا آدم سقط في خداع عدو الخير واشتهى أن يكون كالله، بعيداً عن الله، والنتيجة الانفصال والهروب من محضر الله المحبب لديه، فطبع الخطية قد ساد عليه، وسرى الموت في أوصاله، وبدأ في تأمل ذاته خافضاً نظره من الإلهيات إلى الحسيات واشتهى الخير الغير موجود فالبشر:
[ كان طبيعياً أن يرجعوا إلى ما هو غير موجود ( أي العدم ) عندما فقدوا كل معرفة بالله؛ لأن كل ما هو شرّ فهو عدم، وكل ما هو خير فهو موجود، ولأنهم حصلوا على وجودهم من الله الكائن، لذلك كان لابد من أن يُحرموا، إلى الأبد، من الوجود. وهذا يعني انحلالهم وبقائهم في الموت والفساد.
فالإنسان فانِ بطبيعته لأنه خُلق من العدم إلا أنه بسبب خلقته على صورة الله الكائن كان ممكناً أن يقاوم قوة الفناء الطبيعي ويبقى في عدم فناء لو انه أبقى الله في معرفته كما تقول الحكمة " حفظ الشرائع تُحقق عدم البَلَى " ( حكمة 6: 19 ) ، وبوجوده في حالة عدم الفساد (الخلود) كلن ممكناً أن يعيش منذ ذلك الحين كالله كما يُشير الكتاب المقدس على ذلك حينما يقول : " أنا قلت إنكم آلهة ، وبنو العلي كلكم ، لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون " ( مز81: 6-7 ) ] ( القديس أثناسيوس الرسولي – تجسد الكلمة 4 : 5 و 6 )
وبالرغم من أننا فقدنا شركتنا مع الله وسقطنا من النعمة وسرى الموت فينا فالله المحب : [ فلأجل قضيتنا تَجَسد لكي يخلصنا، وبسبب محبته للبشر قَبِلَ أن يـتأنس ويظهر في جسد بشري ] ( القديس أثناسيوس الرسولي – تجسد الكلمة 4: 3 )