2- ولأن البشر قد تركوا التأمل في الله وانحطت نظراتهم إلى أسفل كأنهم قد غاصوا في الأعماق باحثين عن الله في عالم الحسيات، صانعين لأنفسهم آلهة من البشر المائتين، ومن الشياطين، لهذا فإن محب البشر ومخلّص الجميع كلمة الله أخذ لنفسه جسداً، ومشى كإنسان بين البشر ، وجذب أحاسيس كل البشر نحو نفسه ... وعن طريقه يعرفون الآب ]
[ 5- لأن المخلّص تمم بتأنسه عمليتي المحبة :
( أولاً ) أنه أباد الموت من داخلنا وجددنا ثانية
( ثانياً ) أنه إذ هو غير ظاهر ولا منظور ، فقد أعلن نفسه وعرّف ذاته بأعماله في الجسد، بأنه كلمة الآب، ومدّبر وملك الكون . ] ( تجسد الكلمة ف15 : 1 و 2 + ف16 : 5 )
يقول القديس كيرلس الكبير، موضحاً موقف الرب يسوع من خطيتنا : [ أننا أخطأنا في آدم أولاً، ثم دسنا بعد ذلك الوصية المقدسة. ولكن المسيح يُهان لأجل خطايانا، لأنه حمل خطايانا في ذاته، كما يقول النبي، وتألم عوضاً عنا. وصار سبب خلاصنا من الموت بتقديم جسده للموت. ولذلك كانت الضربة التي تقبلها المسيح هي أتمام للعار الذي حمله، ولكنها كانت تحمل خلاصنا من عبئ تعدي آدم أبينا وخطيئته (الذي منها الموت)، ورغم أنه واحد إلا أنه الذبيحة الكاملة عن كل البشر وهو وحده الذي حمل عارنا ] ( عن شرح يوحنا 18 : 22 للقديس كيرلس الكبير )