سقط الإنسان من النعمة وصار عارياً منها، والله بصلاحه الطبيعي ومحبته التي لا تقاس أو توصف حسب عمق اتساعها الذي لا يُحد، لم يكن ممكناً أن يترك الإنسان – محبوبة الخاص – الذي خلقه على صورته يسقط من النعمة دون أن يدبر له سبيلاً للخلاص، وقطع وعداً منذ البدء أن يخلصه وينجيه ويرفعه لأعلى رتبه، إذ في ملئ الزمان أتخذ جسداً ( أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له فلنسبحه ونمجده وتزيده علواً على الأبد )...
يقول القديس أثناسيوس الرسولي : [ 1- وكما أن المعلم الصالح الذي يعتني بتلاميذه، إذ يرى أن بعضاً منهم، لا يستفاد من العلوم التي تسمو فوق إدراكهم، فإنه يتنازل إلى مستواهم ويعلمهم أموراً ابسط، هكذا فعل كلمة الله كما يقول بولس " إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يُخلّص المؤمنين بجهالة الكرازة ( 1كو1: 21 )