عرض مشاركة واحدة
قديم 03 - 07 - 2014, 08:10 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,340

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع كامل عن خلق الإنسان وسقوطه وفدائه

_______________
4 – مرض الإرادة المخدوعة

بالحب أعطى الله الوصية لآدم لتأكيد حريته، ولتحقيق ذاته بالحب بطاعة المُحب الذي خلقه على صورته، ولكي تظهر صورة الله في الإنسان التي تدعو للإعجاب عندما يوجد ممارساً للفضيلة طوعاً بحريته ورغبته وحده بغير إكراه أو غصب، إذ أن الوصية صارت رابطة المحبة بين آدم والله، فهو يحفظ الوصية من أجل الله، ودوام حفظة له هو دليل لثبوته في المحبة وخضوعه لله ...

ولكن المأساة حدثت بحسد إبليس : [ " بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم " ( حكمة2: 24 )، وكان سبب الحسد هو السعادة التي وُضع فيها آدم في الفردوس، لأن إبليس لم يستطع أن يتحمل ما كان يتمتع به الإنسان من امتيازات. فقد أثار حسده أن الإنسان، رغم أنه مصنوع من الطين، إلا أنه قد أُختير لكي يسكن الفردوس. لقد بدأ إبليس يفكر ملياً في كون الإنسان وهو مخلوق أقل شأناً منه، إلا أنه صار يصبو إلى الحياة الأبدية، بينما هو، وهو مخلوق ذو طبيعة سامية، قد سقط وصار جزءاً من هذا الكيان الساقط ] ( القديس أمبروسيوس St. Ambrose, Paradise 12, pp. 332-333 )

· ورغم من أن آدم أخذ وصية من الله لتحفظ حريته واختياره، فاختار أن يخضع للغواية وأخطأ بكامل حريته وبإرادته، وهكذا من بعده كل إنسان فعل نفس ذات الفعل باختياره: ( أنا الذي اختطفت لي قضية الموت ) ( القداس الإلهي )

فالإنسان تلقى وصية الله في روح المحبة، وكان لابدَّ من أن يستجيب للوصية بطاعة المحبة والثقة في الله المحبة، وكان عليه أن يفصل نفسه – بكل اختيار حرّ بالمحبة – ليس فقط عن الثمرة حسب الأمر الإلهي، ولكن عن كل شيء خارجي لكي يحيا مع الله ولله، ويسعى لوحدة حقيقية مع الله في شركة المحبة حسب هدف خلقته على صورة الله ومثاله ...
  رد مع اقتباس