_______________
3 – الموت الذي دخل إلى العالم
دعوة الإنسان وامتياز جنسنا هو: [ إن الله ... بواسطة كلمته الخاصة مخلصنا يسوع قد خلق الجنس البشري على صورته وبسبب مماثلته للكلمة جعله يتأمل ويعرف الحقائق في أصالتها، ومنحه أن يدرك ويعرف حتى أزليته... وحيث أنه لا يوجد ما يعوق معرفته للاهوت، ففي إمكانه أن يتأمل بلا انقطاع من خلال طهارته في صورة الآب الإله الكلمة، الذي خُلق هو نفسه على صورته... فإنه قد رُفع فوق كل الأشياء الحسية، وفوق كل ما هو مجسَّم بالجسديات، وصار متصلاً بقوة عقله بالإلهيات وبالحقائق التي لا تُدرك حسيَّاً في السموات .
لأنه حينما يتحفظ العقل البشري من التعلّق بالأجساد، وحينما لا يكون له اختلاط مع الشهوات التي تسببها هذه الأجساد من الخارج، بل يظل مستقلاً بنفسه تماماً ومتسامياً، كما خُلق من البدء، فإنه بتساميه عن الحسيات وكل الأمور البشرية، فإنه يُرفع عالياً فوق هذا العالم؛ وإذ يرى الكلمة، فأنه يرى فيه أيضاً أبا " الكلمة "، متلذذاً بالتأمل فيه، ومكتسباً التجديد من الانعطاف نحوه... لذلك فإن نقاوة النفس تؤهلها أن تعكس الله في داخلها كما في مرآة ] ( القديس أثناسيوس الرسولي – الرسالة إلى الوثنيين الفصل الثاني )