نادر: هل يمكنني الإجابة عن التساؤل الأول؟
الأخ زكريا: تفضل يا نادر.
نادر: هناك فرقًا بين دراسة الحقائق الإيمانية والحقائق العلمية:
أولًا: الحقائق العلمية تبدأ بالشك في صحتها.
ثانيًا: نخضعها للفحص والاختبار والتمحيص حتى تثبت صحتها.
ثالثًا: نقبلها بعد الاقتناع بصحتها.
لكن في الحقائق الإيمانية فالوضع مختلف تمامًا:
أولًا : الحقائق الإيمانية نؤمن بصحتها ونقبلها.
ثانيًا : نحاول تفهمها بالإيمان والثقة مع الدراسة والبحث.
ثالثًا : روح الله يمنحنا الفهم على قدر إدراكنا.
الأخ زكريا: إذًا الشك يكون مفيدًا في الحقائق العلمية، لكن الشك في الحقائق الإيمانية فإنه خطير ويغلق القلب، وإن كان دخول الشك للقلب سهلًا فالتخلص منه صعب للغاية.
بيتر: لقد سمح الله أن يقف العقل عاجزًا أمام الحقائق الإيمانية، لكي يفصل بين إنسان يؤمن وآخر يشك..
إنسان يؤمن، ويزكي بأعمال إيمانه، فيستحق الملكوت، وآخر يشك، فتصير أعماله إلى الأردأ، ويفقد الملكوت.
أيضًا عدم إدراك الحقائق العلمية بالحواس لا يعني عدم وجودها.
صمت بيتر.. فأكمل منير قائلًا:
هناك أصوات خافتة لا نسمعها بآذاننا ومع ذلك فهي موجودة فنستطيع أن نسمعها بالأجهزة الدقيقة، وكثير من الكائنات الدقيقة لا نبصرها بأعيننا لكنها موجودة وتظهر بالمجهر.. أيضًا الموجات الصوتية حولنا لا نراها ولا نحس بها، بينما أجهزة الاستقبال تظهرها لنا.
أكثر من هذا فإن العين البشرية قد تخدعنا كما يحدث في ظاهرة السراب، وكما يحدث عندما ننظر إلى ملعقة في كوب ماء فنراها مكسورة وهي ليست بالمكسورة.