5- الله غير متغير:
لأنه دائمًا وأبدًا كمال مطلق، فلا يمكن أن يتغير للأفضل لأنه لا يوجد شيء أفضل، ولا يمكن أن يتغير للأقل لأنه ثابت لا يتغير، فمعرفة الله لا تزداد بمرور الأزمان، وقوة الله لا تنقص ولا تقل بمرور الأزمان، فهو كمال متناه في جميع صفاته " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع 1: 17).. الله له كل الكمالات الإلهيَّة، فكل صفة من صفاته هي صفة كاملة 100%.. عدله كامل وهكذا محبته كاملة، قوته كاملة ومعرفته كاملة، جماله كامل وطول أناته كاملة.. إلخ.
وإن تساءل البعض عندما يقول الكتاب المقدَّس أن الله "ندم" ألاَّ يعتبر هذا الندم نوع من التغيير..؟ نقول لهم إن الذي تغير هو الإنسان " فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الله على الشر الذي تكلَّم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يون 3: 10)،فالشعب رجع عن خطيته وتاب، فعفى الله عنه، وقال الكتاب عن الله أن ندم ليعبر لنا عن صلاح الله ومحبته، فهو لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، وهو لا يريد أن يعاقب الإنسان ولا يريد أن يفنيه عن وجه الأرض، وقال الكتاب أيضًا " ليس الله إنسانًا فيكذب ولا ابن آدم فيندم" (عد 23: 19).