(4)
أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحاً وَصَحِيحاً، كَمَا أَنَّ نَفْسَكَ نَاجِحَةٌ. (3يوحنا 2)
من جديد نجد اقتطاع النصّ من سياق الحديث يفسد المعنى بل ويقذف به بعيدًا عن هدف الكاتب وقصد الكتاب ولحمته المترابطة؛ فالقديس يوحنّا حينما كان يضرع من أجل نجاح غايس، يرى أنّ النجاح هو السلوك في الحقّ، إذ يكتب في العددين الثالث والرابع من نفس الأصحاح:” لأَنِّي فَرِحْتُ جِدّاً إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ. لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ.” فالنجاح عند القديس يوحنّا هو إتباع الحقّ والسلوك فيه. وإن أخذنا تلك الطلبة من أجل النجاح الإنساني فهي تصلح أيضًا ولكن على الهامش التأملي للمعنى الأصلي للكاتب، ولكننا لا نجد أثرًا للثراء الإنسان والرخاء الإنساني؛ فالنجاح في المسيحيّة لا يعني تكديس المال وارتقاء سلّم السلطة بل الشهادة للمسيح وتبعيّة الحقّ وتمليك الحبّ من القلب والخضوع للروح بوعي مستنير بالوصيّة.
فمن أين الحديث عن الغنى الزمني والرفاهة الماديّة.. اجتزاء مخلِّ يضرب رسالة الإنجيل في الصميم ويحوِّل إنجيل ربّنا يسوع المسيح إلى آلية غنى مادّي وكأنّ المسيح جاء من أجل مجتمع إنساني مُذهَّب؟!!
وهكذا سنجد أنّ كلّ الآيات التي يستندون إليها هي محاولة للعودة مرّة أخرى لإطار البركة الزمنيّة؛ بركة العهد القديم، ويبقى مجيء المسيح عبثًا!!!!