عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 06 - 2014, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,223

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

(3)


فَيَمْلأُ إِلَهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. (فيلبي 4: 19)
لا يمكن أن تفهم تلك الآية إلاّ بالرجوع إلى العدد الرابع عشر من نفس الأصحاح إذ يقول القديس بولس: “غَيْرَ أَنَّكُمْ فَعَلْتُمْ حَسَناً إِذِ اشْتَرَكْتُمْ فِي ضِيقَتِي”.
فالقديس بولس إذًا يعاني من ضيقةٍ ماديّة وقد شاركته الكنيسة بالعطاء حتى يتحقَّق مفهوم الجسد الواحد. فلو كان الله يُسدّد احتياجات الجميع كبركةٍ لكلّ مؤمن تكون ضيقة بولس نفسها محيّرة بل ومناقضة لهذا المفهوم، فكيف يسد الله الاحتياج في الوقت الذي يترك القديس بولس يعاني من ضيقةٍ ما؟!!!
هنا القديس بولس يصلّي من أجل كنيسة شاركته في حساب العطاء وقدّمت بسخاء فلا يملك إلاّ أن يطلب من الله أن يسدد الاحتياجات لهم لأنّهم ينفقون أحيانًا فوق الطاقة لئلا تعاق الخدمة. ولا حديث هنا عن ثروة أو رخاء، فقط عن تسديد احتياج..
الأمر الآخر الجدير بالذكر أنّه يقول:” بحسب غناه في المجد” فالغنى الإلهي هو المجد، فمَنْ يُقدِّم فلسيه، سوف ينال أجرًا عظيمًا في ملكوت السماوات، تلك هي المعادلة الجديدة، مقايضة الأرضي بقلبٍ محبٍّ وشاكرٍ، بالسمائي بفيض ووفرةٍ إلهيّة. وكما يبتهل الكاهن في خدمة القدّاس الإلهي وفي الطلبة الخاصة بالعطايا والقرابين: “أعطهم [يقصد من يقدّم من حاجته لشركة الكنيسة] ما لا يفسد عوضًا عمّا يفسد. السمائيّات عوض الأرضيّات. الأبديّات عوض الزمانيّات”. فالله لا يمكن أن يتمركز فيما يفسد ويقوقع عطيته في هذا الإطار المحدود. الله روح وعطاياه الفاخرة هي للروح.. أما الباقي يزاد بحسب التدبير الإلهي لشعبه المرتحل في خضمّ الحياة المتلاطمة.
  رد مع اقتباس