(2)
وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ (يوحنا 10: 10)
يأتي شرح الآية في سياق الغنى مُحيِّرًا للغاية؛ فالنصّ إن ترجمناه بشكلٍّ أدق، يقول: “لقد أتيت لتكون لهم الحياة، ولتكون لهم بوفرة ἐγὼ ἦλθον ἵνα ζωὴν ἔχωσιν, καὶ περισσὸν ἔχωσιν.” وحينما يُقدِّم المسيح الحياة فإنّه لا يقدمها كعطيّة منفصلة عن ذاته، ولا تفهم تلك الآية بعيدًا عن كلماته القائلة: “أنا هو الطريق والحقّ والحياة”. فالحياة التي يقدمها بوفرة هي الحياة الجديدة المتحرِّكة في القلب حينما تبذر فيه بذار الملكوت.
إذًا إشكاليّة هذا النصّ لديهم أنّهم ينحصرون في فهم الحياة ببعدها الزمني فقط غير مدركين الإعلان الإلهي بأنه هو الحياة. وفي المقابل يأتي النصّ الذي يصف مشهد الميلاد بالتعقيب على حالة البشريّة أنّها كالجلوس في الظلمة وظلّ الموت، ليوضّح أن الموت لم يكن يعني الموت البيولوجي ومن ثمّ الحياة ليست هي الحياة البيولوجيّة؛ فالموت هو الانفصال عن الله والحياة هي الاتحاد بالله من جديد وإعادة الصلّة بجسد الابن الممدّد على الصليب ليصالح السمائيين مع الأرضيين. فمن يؤمن بالابن ولو مات فسيحيا؛ وهذا إشارة إلى انعدام سلطان الموت على المرتبطين بالابن كجسد للرأس المتحرّك نحو الآب. أمّا الحديث عن الحياة الأفضل في مدار الزمن فقط فليس له سند كتابي في العهد الجديد أو لاهوتي أو آبائي من أي نوعٍ كان.