عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 06 - 2014, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,223

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: إنجيل الرخاء.. وهم الإيمان

السند الكتابي المزعوم


يستخدم وعّاظ تلك الحركة بعض الآيات أملاً في البحث لهم عن مكانٍ في الكتاب المُقدَّس يستطيعون من خلاله الترويح لفكرتهم، من تلك الآيات:
(1)


هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ وَجَرِّبُونِي بِهَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ
إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوى السَّمَاوَاتِ وَأُفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ. (ملاخي 3: 10)
في البداية علينا أن ندرك الفارق بين العهديْن من جهة الإعلان؛ فالعهد القديم كان يرتكز على حقيقتين مترابطتين وهما الأرض والمسيّا، ومن ثمّ لم يكن هناك حديث في العهد القديم عن أسخاطولوجيا من أي نوعٍ اللّهم إلاّ الهاوية التي كانت ماثلة في أذهان الأنبياء والتي تحدّث عنها سفر المزامير في غير موضعٍ. لذا فإنّ الإسخاطولوجيا المسيحيّة كانت في العهد القديم مدينة الله أي أورشليم وجبل صهيون والأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً. إذًا فالإعلان الأوّلي في العهد القديم كان مكانيًّا للتعبير عن تآلف شعب الله معًا بحضرة يهوه كملك عليهم..
أمّا في العهد الجديد انتقل مركز ثقل الوعي المسيحي مع المسيح الذي جلس عن يمين العظمة في السماويات إلى ملكوت الله.. أورشليم الجديدة التي ليس فيها زواج ولا ميراث ولا ألم ولا شرّ.. إلخ فانتقلت معها الوصيّة من الارتكاز الزمني إلى الارتكاز الأبدي.
إن تناولنا الآية السابقة على هذا القياس نجد أنّ تلك الآية تتناغم مع إعلان العهد القديم قبل مجيء الابن؛ فأرض كنعان هي الحلم إذًا بركة الغنى والنسل هي الحلم المقابل. أمّا في العهد الجديد فإنّ البركة انتقلت ممّا هو مادي ووقتي وزائل إلى الكنز الذي لا يفنى فلا يفسده سوس ولا ينقبه سارق لأنّه كنز في الوجود الأسمى.. في الله.
إذًا انتقل المسيح بنا في العهد الجديد من أورشليم الفلسطينيّة إلى أورشليم العليا وهو ما شرحه القديس بولس باستفاضة. لذا فإن دعوى العودة من البركات العليا الكامنة والكائنة في الابن إلى مدار البركة الزمنيّة الزائلة هو حالة تهوُّد صريح وانتكاسة إيمانيّة وكأنّ الابن لم يتجسَّد ولم ينقل البصيرة البشرية من الأرض إلى السماء.
  رد مع اقتباس