عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 06 - 2014, 10:55 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,592

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

رجع إليوس إلى بيته واجم الفكر، يُفكّر في إله المسيحيّين، ويستشرف مُهمّة الغد. كانت كلمات بلينوس عن آلهة الأوليمب صادمة بعض الشيء، فلقد تعوّد التعبُّد دون تفكير، فما يستلمه المرء من تعاليم في ريعان الشباب تصبح عقائد لا يعبر عليها مقياس الفكر لحساب منطقه ومعقوليّته. شعر كأنّ جياد عقله التي تجوب العلوم جيئةً وذهابًا لم تقترب من منطقة الآلهة، الأمر الذي جعله يتساءل عن سبب خوفه من طَرْق هذا الباب الحديدي. لم يجد إجابة يستلقي على عشبها.
جلس على منضدة الطعام ليتناول العشاء مع أخته أبولّلونيا ووالده أفبولوس.
- هل تعلمون شيئًا عن المسيحيّين؟ سأل إليوس.
أجاب أفبولوس وهو يجلس على طاولة الطعام: نعم إنّهم الذين يعبدون إلهًا مصلوبًا..
بدت ملامح الدهشة والاضّطراب على وجه أبولّلونيا، وهي تسأل عن سبب السؤال المُفاجِئ..
شرح لها إليوس الأمر، وما دار بينه وبين الفيلسوف بلينوس.
قالت أبولّلونيا: إنّني أعرف العديد من المسيحيّين، وهم يحيون حياة بسيطة للغاية، ويجتمعون يوم الأحد صباحًا ليتعبّدوا معًا ثم يشتركوا في مائدةٍ بها خبزٍ وخمرٍ بعدها يخرجون وهم يترنّمون وعلامات البِشْر والحبور على وجوههم.
- ومن أين لكِ بتلك المعلومات؟
- من صديقةٍ، كانت تحكي لي عن يسوع الذي يعبدونه.
مدّ إليوس يده إلى الصحفة التي أمامه ليأخذ قطعة من اللّحم، وقال: وماذا عن أكل لحوم البشر؟
انفلتت ابتسامة ساخرة من فم أبولّلونيا وهي تقول: إنّها ترهات الموسيون عنهم، فهم جماعة تقيّة للغاية ولا يغتابون أحدًا ولا يتقوّلون على أحدٍ ولا يؤذون أحدًا ما كان، حتّى من يُسيء إليهم، فهل جماعة بمثل هذه الأخلاق يأتون مثل هذا الفعل الوحشي القبيح!!
كان أفبولوس مُنهمِكًا في الطعام يأكل وكأنّها وجبته الأخيرة، وقال: دعونا من الكلام عن المسيحيّين، قُل لنا يا إليوس كيف كان يومك؟
- جيّد للغاية، فقد كان يومًا أفلاطونيًّا ساخنًا..
- أريدك أنْ تجتهد مع مُعلِّمك، لكي تحجز لنفسك مكانًا هناك..
- بمعونة الآلهة..
قام أفبولوس من على المنضدة وتوجَّه إلى إبريق المياه ليغسل يده، صبّت له أبولّلونيا الماء، وبينما هو يُجفّف يده قال: لنخلد الآن للنوم.
نعم، فالنوم هو الطريق الأقصر للغد حينما نترقّبه بشدّة.
ذهب الجميع إلى النوم، بينما ظلّ الفكر يموج في عقل إليوس ويُلقي بتياراته على قناعاته التي استقاها من الموسيون، وبدأت الصور تدور في عقله؛ برديّة يوحنّا عن يسوع المسيح.. وجه بلينوس.. ومع دورانها كانت الصور تخفت ويخف معها دبيب الأفكار حتّى أخذه النوم إلى عالمه.. عالم الحِلم والخيال..
  رد مع اقتباس