عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 06 - 2014, 10:55 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,351

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ليكن نور - الراهب سارافيم البرموسي

- وهذا ما دعاني لأتعمّق قراءته..
- وما الذي يُحيّرك؟
- لقد قرأت في محاورته مع طيماوس الفقرة التالية.. فَرَدَ الرقّ وبدأ يقرأ..
- وما سؤالك في تلك الفقرة؟
- لماذا يتردّد أفلاطون في طرح فكرته عن الخلق والآلهة وهو الذي صال وجال في مختلف مناحي العلوم والمعرفة؟؟
ابتسم الشيخ واعتدل في مجلسه ليواجه إليوس، وقال:
أنتم الشباب تعتقدون أنّ الإجابات حاضرة لكلّ تساؤلات الوجود، بينما الكون يقذفنا بتساؤلات أكثر من قدراتنا على الإجابة، والعَالِم الحقّ هو الذي يمتلك شجاعة المجاهرة بعدم المعرفة. ولكن على أيّة حال، فإنّ أفلاطون في تلك الفقرة، يُؤكّد على محدوديّة العقل البشري في اختراق سُحُب المعرفة، فأسرار الكون لم تُبِحْ لنا بيقينيّات، لذا فإنّ دورنا أن نستنبط من الموجودات علاقات مع غير المرئيّات، ونستدل من الحوادث الحاضرة على الحوادث الغابرة ونرسم بخيوط معارفنا الحالية صور لأسرار الأزل.
- إذًا فالفلسفة لا تجيب على كلّ التساؤلات؟
- بالطبع لا. ولعلّ المنهج السقراطي في طرح التساؤلات كان أقرب إلى الفلسفة الحقّ القائمة على التساؤل أكثر من التحجُّر في نظريات.
لَفَتَ نظر إليوس البرديّة التي كان يُطالِعها بلينوس، والتي كان عنوانها: إنجيل يسوع المسيح بيد يوحنّا الرسول. فسأله: ما هذه البرديّة؟
- إنّها نصّ مُقدَّس عند المسيحيّين.
- ولماذا تقرأها، هل تحتوي على تعاليم فلسفيّة؟
- لا، ولكني كلّما هممت بمواجهة المسيحيّين، وبدأت أقرأ هذا النصّ، تتملّكني مشاعر وأفكار عن إلههم العجيب الذي قدّم ابنه الوحيد لكي ما يُخلِّص العالم من عنصر الفساد. إنّ حياة يسوع أشبه بدراما الأساطير، ولكنّي سألت وتأكّدت من حقيقة الأحداث والشخوص، وهو ما يجعلني مُتحيّر من أمر اليهود الذين قتلوا إنسانًا بمثل هذا السمو والعظمة والرفعة التي لا يدانيها بشر؟
- أراك مفتونًا به..
- حقًّا، إنّ تعاليمه بقدر بساطتها ولكنّها تحمل هدوءًا وسكينة بعيدًا عن تيّارات الفكر الجامح الذي لا يرسو على ميناء. وكأنّه يأخذك إلى مدارات باطنيّة لتواجه ذاتك.. وحينما تواجه ذاتك تواجه العالم بما فيه من الخير والشر.
  رد مع اقتباس