زيارة يناير (كانون الثاني) 1959م:
زار مصر للمرة الأولى في شهر يناير (كانون الثاني) 1959م أثناء خلو الكرسي البطريركي بعد نياحة البابا يوساب الثاني (+ 1956م) وقبل رسامة البابا كيرلس السادس. وكان بصحبته في هذه الزيارة صاحبا النيافة مارديونيسيوس جرجس بهنام القس مطران حلب وتوابعها (1950- 1979م)، ومار ميلاطيوس برنابا مطران حمص وحماه (1957- 1998م)، والسكرتير البطريركي الربان زكا بشير عيواص (قداسة البطريرك زكا الأول عيواص فيما بعد)[98]، وقد كانت زيارة محبة وتقارب بين الكنيستين[99] ومن الطرائف التي قيلت في هذه الزيارة إنها جاءت في زمن الوحدة بين مصر وسوريا (1958-1960م) بينما الرئيس جمال عبد الناصر الرئيس المصري يحكم البلدين والكرسي البطريركي بمصر خالٍ. وانتشرت إشاعة أن هدف الزيارة أن تكون الوحدة تامة بين البلدين الرئيس مصري في الدولتين، والبطريرك سوري في الكنيستين، وأن البطريرك الأنطاكي جاء لتسلم مقاليد الخدمة في الكنيسة المصرية[100]، غير أن هذا الهدف لم يكن واردًا أبدًا في ذهن البطريرك الأنطاكي، الذي جاء لمصر في زيارة مودة ومحبة هدفها إعادة العلاقات القبطية الأنطاكية إلى سالف عهدها، ولتفقد شعبه السرياني بمصر.